الصفحة الرئيسية / " بيت التعايش" شمال العراق.. أن "تزرع" الأمل بين الركام

" بيت التعايش" شمال العراق.. أن "تزرع" الأمل بين الركام

 المحايد/ بغداد

 

يسعى الناشط الأيزيدي، ميرزا دنايي، ليكون "بيت التعايش" الذي أنشأه في ناحية سنوني، التابعة لقضاء سنجار غرب الموصل، مركزا ثقافيا وتوعويا، يحتضن كافة المكونات ويبعد شبح الحرب والصراعات.

 

ولم يتبق أمام "بيت التعايش" سوى اللمسات الأخيرة ليكون جاهزاً للافتتاح العام المقبل 2022، ويتألف المبنى من ثلاثة طوابق تضم قاعات كبيرة وصغيرة وعدداً من الغرف والمكاتب، ومكتبة عامة وكافتيريا، بالإضافة إلى حديقة عامة ستكون متاحة للجميع.

 

ونال دنايي جائزة "أورورا" للنهضة الإنسانية عام 2019، في أرمينيا، تقديراً لجهوده الإنسانية في مساعدة الناجيات والناجين الأيزيديين.

 

وتعد أكبر جائزة في مجال العمل الإنساني، أعلن عنها لأول مرة عام 2015 في الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، وتمنح سنويا لأبرز الشخصيات العاملة التي تعمل وتضحي من أجل إنقاذ الآخرين.

 

وقرر دنايي بعد استلامه الجائزة التبرع بمبلغها لعدد من البرامج الإنسانية، مخصصاً نصف المبلغ لبناء "بيت التعايش".

 

يوضح أن "الهدف من البيت، توفير الفرص للشباب، ضمن مركز ثقافي يحتضن مهمته بناء ثقافة السلام وترسيخ التعايش السلمي والتطوير الثقافي والتدريب والتأهيل والتوعية بمختلف أنواعها".

 

ويمثل "بيت التعايش" ملتقى للشباب والجمعيات التي تعمل على تنفيذ برامج معينة، كما خصصت فيه شعبة لدعم الناجيات ومساعدتهن من مختلف النواحي، حسب دنايي.

 

ويقول إن "ناحية سنوني كبيرة المساحة، يقطن فيها حوالي 200 ألف نسمة، وتفتقر إلى مراكز ثقافية شبيهة بمشروع (بيت التعايش)، لذلك وقع الاختيار عليها".

 

وتشهد مدينة سنجار صراعات سياسية وعسكرية، منذ تحريرها من تنظيم داعش عام 2017، حتى تم تقسيمها بين حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، والقوات الأيزيدية المحلية، والجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وقوات البيشمركة.

 

ولم تنفض المدينة والبلدات والقرى التابعة لها وسكانها الأيزيديين حتى الآن، غبار الحرب والإبادة التي تعرضوا لها على يد التنظيم الإرهابي، في عام 2014.

 

يبيّن دنايي: "أود من خلال هذا البيت، جلب الأمل والرؤية الإيجابية بعد الحرب والدمار".

 

وينتظر التعاقد مع شركاء آخرين من مؤسسات وجمعيات حكومية أو غير حكومية؛ لتنفيذ برامج تنموية وثقافية وتوعوية، حيث تقرر توفير عدد من فرص العمل لشباب المنطقة أيضا.

 

وما زال الدمار ونقص الخدمات الرئيسة يطغى على سنجار والبلدات والقرى التابعة لها، حيث تعرض أكثر من 80% من مبانيها للدمار الكامل.

 

يقول المحامي تحسين الغالبي إن "المجتمع الأيزيدي بعد كارثة داعش، يظهر الكثير من القلق وفقدان اليأس فيما يخص مواقف الحكومة تجاه أوضاعه وقسوة الحياة التي يعيشها".

من جهتها، تعتبر الناشطة الأيزيدية بسمة حجي، أن وجود "بيت التعايش" مهم جداً لسنجار والمناطق التابعة لها، بعد الإبادة التي تعرضت لها.

 

وتقول: "المشروع مهم جداً للشباب، خاصة الإناث، لأن غالبية المراكز الثقافية والأماكن خاصة بالرجال ولا تستطيع النساء الذهاب إليها، بينما بيت التعايش ملتقى للجميع".

 

وترى حجي أن أهم صفة يتمتع بها المشروع "الاستقلالية"، في إشارة إلى أنه لا يتبع أي جهة حزبية، وهو ما "سيتيح حرية التعبير دون أي ضغوطات"، وفق تعبيرها.

8-09-2021, 14:45
العودة للخلف