الصفحة الرئيسية / رغم كل المآسي.. عراقية متطوعة في تعليم الأطفال من مرضى السرطان

رغم كل المآسي.. عراقية متطوعة في تعليم الأطفال من مرضى السرطان

المحايد/ بغداد

تعمل بهار أحمد كمُدرسة متطوعة منذ ثلاث سنوات، ضمن مشروع بيت "جيم نيت" في إقليم كردستان العراق، الخاص بتعليم وإعادة تأهيل الأطفال المصابين بالسرطان، في مستشفى "نانكلي" المتخصص بأمراض الدم والسرطان، في أربيل.

ويساهم بيت "جيم نيت"، الذي تأسس عام 2019 من قبل الشبكة الطبية اليابانية العراقية، داخل المستشفى بتعليم الأطفال المسجلين لديها، القراءة والكتابة.

تقول أحمد: "تعلمت الكثير خلال السنوات الماضية من العمل التطوعي في مجال مكافحة الأمية، في مقدمتها الثبات ومواجهة التحديات مهما كانت صعبة".

"وإصرار هؤلاء الأطفال رغم ما يعانون من المرض وآلامه على التعلم ومواجهة كل الصعوبات يمنحني القوة"، تضيف أحمد.

وتعتبر أن "العمل التطوعي مصدر رئيسي للسعادة وراحة الوجدان" وفق تعبيرها.

بعض الأطفال الذين تعلمهم بهار أحمد/ تنشر بإذنها
ويتكون البرنامج التعليمي في "جيم نيت" من ثلاثة مستويات دراسية موزعة حسب الفئات العمرية للأطفال، الذين يتلقون التعليم حسب المناهج التعليمية الخاصة بإقليم كردستان، فضلا عن دروس إعادة التأهيل النفسي التي تهيئهم للدمج في المجتمع وكيفية التعامل مع محيطهم.
وعن التحديّات في هذا المجال، توضح أحمد: "انقطاع الأطفال عن مواصلة الدراسة بشكل مؤقت خلال فترة تلقيهم جرعات العلاج، وعدم تمكن عدد من الأطفال مواصلة التعليم بسبب بعد مناطق سكنهم، ولا يمتلك (جيم نيت) القدرة على توفير أجور المواصلات، كما لا تستطيع عائلاتهم بسبب أوضاعها المعيشية الصعبة توفيرها".

وتسعى أحمد لزيادة أعداد الأطفال الذين يرغبون بالتعلم لكن لا يستطيعون مواصلته بسبب ظروفهم، وإعداد الطلبة المتواجدين في "جيم نيت" وإعادة تأهيلهم كي يتمكنوا من العودة إلى مدارسهم والاستمرار بالتعلم فيها.

وتتابع أن "غالبية الأطفال في المستشفى، كانوا مستائين في البداية ولا يرغبون في مواصلة التعليم وتلقي العلاج، لكن بعد دخولهم (جيم نيت) تغيرت أوضاعهم النفسية، وباتوا مقبلين سعداء بذلك، كما تمكن بعضهم من العودة إلى المدرسة بعد تأهيلهم نفسياً".

وتطالب أحمد بتحويل "جيم نيت" إلى مدرسة رسمية، كي لا تذهب سنوات الدراسة التي يمضيها الطلبة فيها سدىً، لافتةً إلى أن غالبية ذوي الأطفال "يخشون إرسالهم إلى مدارس أخرى، بسبب أوضاعهم الصحية التي لا تساعدهم على الاختلاط مع الطلبة الآخرين، إضافة إلى تعرضهم للتنمر".


بهار أحمد في إحدى حصص التعليم داخل بيت "جيم نيت"
وفي اليوم الدولي لمحو الأمية، تشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى وجود 750مليون نسمة على الأقل من الشباب والكبار في السن يعجزون عن القراءة والكتابة على الصعيد العالمي، فيما يفشل 250 مليون طفل في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية.

وأعلنت اليونسكو عن هذا اليوم، خلال انعقاد الدورة الرابعة عشرة لمؤتمرها العام سنة 1966، وبدأ إحياؤه عام 1967، حتى يومنا هذا، بهدف تذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية كمسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، وتكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة.
وشعار هذا العام "معاً لسد الفجوة الرقمية، من أجل عالم أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة".


9-09-2021, 19:41
العودة للخلف