الصفحة الرئيسية / هل تعبد الطريق أمام ولايته الثانية؟.. الكاظمي يزور إيران بعد نجاح بغداد بجمع المتخاصمين

هل تعبد الطريق أمام ولايته الثانية؟.. الكاظمي يزور إيران بعد نجاح بغداد بجمع المتخاصمين

المحايد/ ملفات
يتوجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم الأحد المقبل، على رأس وفد رفيع المستوى إلى العاصمة الإيراني طهران للقاء الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي وبحث ملفات عدة.
زيارة الكاظمي تأتي بعد نجاح بغداد بعقد مؤتمرها للتعاون والشراكة واستضافتها للأطراف المتخاصمة  بالمنطقة.
والزيارة المقررة الأحد المقبل هي الثانية من نوعها منذ تولي الكاظمي منصب رئيس الوزراء، والأولى منذ وصول الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي إلى الحكم في إيران.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة، بأن "الكاظمي سيتوجه على رأس وفد رفيع لزيارة طهران، الأحد المقبل، لمناقشة بعض الملفات المهمة بينها الطاقة والفصائل المسلحة".
في تموز من العام الماضي، أجرى الكاظمي أولى جولاته الخارجية إلى طهران والرياض، بعد شهرين فقط من توليه المسؤولية، لكنه لم يستكمل زيارته إلى السعودية في حينه بسبب وعكة صحية تعرض لها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
واستهدفت زيارة الكاظمي الأولى لطهران العام الماضي الضغط على ساسة إيران لتقليل الدعم للمليشيات المسلحة في الداخل العراقي بعد تصعيد هجماتها ضد مصالح واشنطن، فضلا عن تصعيد عمليات الاغتيال التي تنفذها ضد قادة الحركة الاحتجاجية المنددة بالنفوذ الإيراني.
وعمدت طهران منذ سقوط نظام صدام حسين في أبريل/نيسان 2003، إلى نشر أذرعها في العراق وتعزيز نفوذها في مؤسسات صنع القرار السياسي والسيادي.
وعقب الاحتجاجات التي تحولت إلى ثورة عارمة امتدت إلى معظم محافظات الجنوب والوسط العراقي، وأسفرت عن سقوط نحو 800 شهيد وآلاف الجرحى، وصل الكاظمي إلى رئاسة الوزراء ليحل محل عادل عبدالمهدي المقرب من إيران.
وخلال السنوات الماضية، ارتبط تأزم الأوضاع العامة في العراق بتدخل إيران في الشأن العراقي، وسياسة طهران الرامية لتفخيخ المشهد السياسي عبر بعض القوى والمليشيات المسلحة التابعة لها.
وبحسب مراقبين، كانت زيارة الكاظمي الأولى إلى طهران بمثابة إعلان رسمي من العراق عن وجود مؤسسة حكومية مستقلة لا تريد أن تكون جزءاً من الصراع الدائر في المنطقة.
ومنذ وصوله للسلطة في حزيران 2020، انتهج الكاظمي مبدأ التوازن في العلاقات الخارجية والنأي بعيداً عن معسكرات الخصومة الإقليمية والدولية.
وعلى الرغم من أن كبح التدخلات الإيرانية في عمق المؤسسات العراقية مهمة بالغة التعقيد، استطاعت حكومة الكاظمي خلال شهور معدودة بسط كلمة الدولة وتقليم أظافر المليشيات المسلحة.
وكان الكاظمي قال في أكثر من مناسبة إنه يقود مهمة انتحارية حين يعمل على تخليص البلاد من شباك التدخلات الأجنبية.
ويتفق مراقبون على أن زيارة الكاظمي الثانية إلى العاصمة الإيرانية ستكون مختلفة عن الأولى، بحكم القبول الإقليمي والدولي الذي حققه خلال عام في سدة السلطة ببغداد.
وتأتي زيارة الكاظمي إلى طهران مع اقتراب العراق من إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة بعد نحو شهر ، في خضم مخاوف كبيرة بصفوف القوى القريبة من إيران خشية فقدان ثقلها الانتخابي.
ويتزامن مع الزيارة أزمة في الطاقة الكهربائية في العراق، وتراجع مستويات الإنتاج جراء قطع إيران إمدادات الغاز التي تعتمدها محطات التوليد منذ بداية موسم الصيف الحالي.
من جانبه، كشف مسؤول دبلوماسي مطلع أن زيارة الكاظمي الثانية إلى طهران ستركز على موضوعات مختلفة بينها تثبيت حدود الصراع الدولي داخل العراق وتداعياته الإقليمية، ولكن وفق توازنات الحاضر.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن "موضوع الانتخابات وملف الغاز الإيراني وحجم التبادلات التجارية بين البلدين سيكون في حقيبة الكاظمي الدبلوماسية التي يحملها معه إلى طهران".
وفيما تبدي أوساط عدة اعتراضها على أي تحرك باتجاه طهران خشية أن يطيل أمد بقائها في البلاد، يؤكد آخرون أن العراق وعقب قمة دول الجوار بات يتحدث مع إيران بموازين وثقل متقارب، إن لم تكن أكبر.
واستضاف العراق في ختام الشهر الماضي قمة إقليمية جمعت قادة ورؤساء دول الجوار والمنطقة في بغداد، وشهدت حضورا عربيا كبيرا تسيد طاولة الحوار المشترك.
11-09-2021, 12:50
العودة للخلف