المحايد/ بغداد
تستعد المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة والأسرة، التابعة لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان العراق، لإطلاق تطبيق إلكتروني خاص بحماية المرأة من العنف.
ويجري ذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) قبل نهاية العام الحالي 2021.
وتعتمد المديرية على الخط الساخن (119) المخصص منذ ثلاث سنوات، للإبلاغ عن حالات العنف التي تتعرض لها النساء في الإقليم شمال العراق.
كما تعمل بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، على وضع برامج خاصة بحماية المرأة والأسرة من العنف سنوياً، واتخاذ وسائل حديثة وأوسع انتشاراً لتنفيذ هذه المشاريع، كي تشمل أكبر عدد من النساء في الإقليم.
وقال إن "هناك حالات كثيرة تتعرض للاتجار بالبشر من هذه الفئة، وعدم إيجاد معالجة لها فيه ضرر على المجتمع وتتحمل مسؤوليته الدولة".
"اتصال سريع وآمن"
تقول المديرة العامة لمناهضة العنف ضد المرأة والأسرة كوردو عمر، "اتفقنا مع UNFPA على إطلاق تطبيق إلكتروني خاص بحماية المرأة وكل من يتعرض للعنف، ومساعدتهم للإبلاغ بشكل مباشر عبر اتصال سريع وآمن".
وتضيف "سيكون التطبيق باللغتين العربية والكردية، ويعمل بعد تحميله على الهواتف الذكية. ويتألف من ثلاثة أقسام، الأول يتيج للمستخدم تسجيل الصوت عند تعرضه للعنف عبر الضغط على زر خاص بضع ثوانٍ ثم يرسل التطبيق صوت الحادثة تلقائياً لثلاث جهات اتصال، حددها المستخدم مسبقا، ويحدد موقع الضحية ويمكن أن يستفاد من هذا الصوت كدليل في المحاكم أيضا".
أما القسم الثاني، حسب عمر، فيقدم "أرقام الطوارئ والمستشفيات والشرطة ودائرة مكافحة العنف ضد المرأة للمستخدم".
فيما "يتيح الثالث للخبراء والمختصين في المجالات النفسية والاجتماعية والقانونية، إلقاء محاضرات ونصائح واستشارات للضحية، ويوضح للمستخدمين كيفية التعامل في حال التعرض للعنف"، تقول عمر.
وتؤكد أن "التطبيق سيربط بعد إطلاقه مباشرة بالخط الساخن؛ لأنه يتطلب وجود مؤسسة تشرف عليه ويحتاج إلى من يستقبل الاتصالات الطارئة من المستخدمين، كما يحتاج إلى وجود مستشارين وعناصر مختصة بإنقاذ الضحايا".
وتشير إلى أن مديريتها تعمل حالياً مع "UNFPA"، الجهة الممولة للمشورع، لنيل الموافقات النهائية من وزارتي الاتصالات في إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، لإتاحة عمل التطبيق.
وكانت كركوك سجلت 165 حالة انتحار نصفهن لنساء خلال 2019، بينما سجلت 64 حالة خلال 2020، وأكثر من نصف تلك الحالات كانت لنساء، بحسب مدير المفوضية.
يتلقى الخط الساخن في كردستان على مدار 24 ساعة، اتصالات النساء المعنفات، ويتم تقديم الدعم والاستشارات القانونية والنفسية والاجتماعية لهن، من أجل حمايتهن وتقليل خطورة العنف عليهن.
وتقول المديرية العامة، إن الخط الساخن ليس خاصاً بالنساء فقط، بل استفاد منه الرجال أيضا، حيث يشكل الرجال 30% من عدد الأشخاص المتصلين لطلب المساعدة عبر هذا الخط.
من جهتها، ترى فرح شهاب، وهي موظفة من مدينة أربيل، أن التطبيق سيكون "مفيداً جداً، خاصة للذين يعيشون في المجتمعات الشرقية، سواء الذكور منهم أو الإناث، ومن أي فئة عمرية".
"كما سيساهم بحماية الضحية ويحفظ حقها ويساعدها في الإبلاغ عن الجاني بشكل سريع، وينقذ حياة ضحايا العنف، لأن هناك عائلات لا تتفهم معنى التحرش أو الاعتداء، وتبادر إلى قتل ابنتها أو ابنها في حال تعرضه/ا للاغتصاب؛ بحجة غسل العار"، تضيف فرح لـ"ارفع صوتك".
وتطالب باستحداث تطبيقات مشابهة لهذا التطبيق، تختص بتعريف الفئات العمرية الصغيرة بالثقافة الجنسية وبحقوقهم ومخاطر السكوت عن التحرش.
وتتابع فرح "أهالينا بشكل عام لا يناقشون معنا هذه المواضيع، بسبب حاجز الخجل الذي تنشئه بيننا، لذا من الضروري العمل على التوعية في هذا المجال".
في نفس السياق، أعلنت دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، مشاركتها في الاجتماعات الخاصة بدراسة إمكانية تنفيذ مشروع الإطلاق التجريبي للتطبيق.
وأوضحت المديرة العامة للدائرة، يسرى كريم محسن، في بيان (23 أغسطس الماضي)، أن الأمانة العامة ستتبنى تأليف فريق فني يضم دائرة التمكين ووزارة الداخلية، فضلا عن مجلس القضاء الأعلى ومستشاريه الأمن القومي وهيئة الإعلام والاتصالات وشبكة الإعلام العراقي.
ويتولى هذا الفريق، وضع صياغة لمسودة مشروع التطبيق ويعالج مختلف الجوانب منها القانونية والفنية.
وأكدت محسن "ضرورة أن يراعي الفريق أثناء صياغة مضمون المسودة تكييفها مع واقع المجتمع في العراق، قبل تقديمها إلى الجهات المعنية لغرض المصادقة".