المحايد/ ملفات
التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، حيث بحثا مواضيع ذات أبعاد إقليمية وأخرى ثنائية.
وكان الكاظمي قد وصل صباح اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع المستوى، وتعد هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول عراقي رفيع المستوى إلى طهران بعد تولي رئيسي منصبه رئيسا لإيران.
وجرت في قصر المؤتمرات الدولي في طهران مراسم استقبال رسمية للكاظمي والوفد المرافق له، وتأتي الزيارة استجابة لدعوة من رئيسي.
وقال الكاظمي في تصريح قبيل المغادرة إن "الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات، والتركيز على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين".
وأضاف أن "العراق نجح في الاضطلاع بدور محوري في المنطقة عبر تعزيز الشراكة الاستراتيجية على وفق مبادئ دعم الاستقرار والتعاون والصداقة، من أجل ترسيخ أسس السلام والازدهار".
وذكر بيان لمكتب الكاظمي أن رئيس مجلس الوزراء سيجتمع خلال الزيارة بعدد من القيادات الإيرانية.
وبعد انتخاب رئيسي في منصب الرئاسة الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي، وصف الكاظمي العلاقة معه بأنها "جيدة جدا"، وعبر عن حرصه على حماية العلاقات مع إيران والعمل على تطويرها.
ويضطلع العراق منذ شهور بمحاولة التقريب بين كل من السعودية وإيران في إطار خفض التوترات في المنطقة.
وكانت بغداد قد احتضنت مباحثات مباشرة سرية في أبريل/نيسان الماضي بين مسؤولي طهران والرياض للمرة الأولى منذ انقطاع العلاقات بينهما عام 2016. كما استضافت بغداد الشهر الماضي قمة إقليمية شاركت فيها كل من السعودية وإيران.
وتأتي زيارة مصطفى الكاظمي إلى إيران في وقت بالغ الحساسية، لاقتراب الانتخابات المبكرة التي يراهن عليها العرب والإيرانيون، ويطمح فيها الكاظمي إلى ولاية ثانية.
ويقول المحلل السياسي العراقي، الدكتور عادل الأشرم، إن الكاظمي يحاول تهدئة الأوضاع محليا وإقليميا خاصة قبل الانتخابات، فهو يلاحظ تصعيدا واضحا ومكشوفا من قبل طهران باتجاه الأحزاب الكردية الإيرانية المرتبطة بالأحزاب الكردية العراقية.
وأضاف الأشرم، أن الكاظمي رأى في التصعيد الذي تقوم به إيران بين الحين والآخر يمثل حالة انعكاس خطيرة على الجانب الكردي العراقي الذي جزء لا يتجزأ من العملية الانتخابية، حيث يطمئن الأكراد للكاظمي أكثر من غيره من الرؤساء السابقين، وبالتالي هناك علاقات تربط الكاظمي مع الأحزاب الكردية، علاوة على ذلك فإن رئيس الوزراء يعلم حجم وثقل إيران في العراق، لذا هو لا يريد أن يخسر أي طرف في تلك المعادلة.
وتابع المحلل السياسي: "يطمح الكاظمي من خلال تلك الزيارة إلى طهران، إلى إقناع الجانب الإيراني بألا يصعد باتجاه الأحزاب الكردية خوفا من انعكاس ذلك على الانتخابات المقبلة المقرر لها العاشر من تشرين أول/أكتوبر المقبل، التي يراهن عليها الكاظمي كثيرا خاصة وأنه يحظى بدعم عربي ودولي ودعم إيراني وتوافق حزبي، فالأحزاب التابعة لإيران هى من جاءت بالكاظمي، لكن مع ذلك هناك اتجاه عربي داعم للكاظمي ويحاول أن يخترق الساحة العراقية من خلال الكاظمي والأحزاب الشيعية الموالية لإيران، المعادلة الحالية في العراق "غريبة"، فهناك اهتمام عربي كبير بتلك الانتخابات ويتم الترويج لها في القنوات العربية، وقد ترجمت تلك التوجهات من خلال مؤتمر بغداد الذي كل تلك الأطراف المختلفة فيما بينها، لكن الجميع اتفق على الكاظمي".
وأكد الأشرم أن "الكاظمي يعلم جيدا مدى تعقد وتشابك المصالح في العراق إقليميا ودوليا، لذلك هو يسرع بترقيع أي فجوة تظهر هنا أو هناك قبل أن تكبر وتتسع وربما تؤثر كثيرا على ما هو موجود من حالة توافق تجاهها، من أجل ذلك ذهب الكاظمي إلى إيران لبحث الكثير من الملفات، من بينها ملف تصعيد طهران ضد الأحزاب الكردية الإيرانية في كردستان".
أما بالنسبة لعلاقة طهران بالانتخابات العراقية، قال الأشرم: "بكل تأكيد الكاظمي يعلم جيدا علاقة إيران بالانتخابات وأنها المشرف الحقيقي عليها من جانب النتائج، فلا يمكن تمرر النتائج أو اختيار رئيس للحكومة إن لم يكن هناك قبول من طهران، وبالتالي لن تفرز تلك الانتخابات جديدا وستجد إيران بعدها أنها المحرك الرئيسي والفاعل والأساسي في تلك الانتخابات".
بدوره قال عضو الميثاق الوطني العراقي، عبد القادر النايل، إن زيارة الكاظمي بهذا التوقيت الحساس إلى إيران تهدف إلى عدة مشاريع أهمها، المشروع الاستراتيجي الإيراني الذي يريد الكاظمي تحقيقه إلى إيران، والتعهد لهم بتنفيذه للحصول على دعمهم إلى ولاية ثانية، ولاسيما أن إيران تعتقد أن تسويق الكاظمي لولاية ثانية يمكن الحصول عليه من أمريكا، باعتباره أخف الأسماء المرشحة وسهل تمريره، ولكنها تبحث عن ضمانات من الكاظمي لتنفيذ مشروعها الرئيسي هو الربط السككي من ميناء الخميني إلى ميناء اللاذقية السوري، وصولا للبحر الأبيض المتوسط، ولا يمكن إتمامه دون الأراضي العراقية من البصرة إلى القائم غرب الأنبار، الملاصقة للحدود السورية العراقية وهذه أبرز أسرار زيارة الكاظمي لإيران.