الصفحة الرئيسية / "أرقام مرعبة".. بالشالات والشراشف: من يوقف انتحار الفتيات في العراق؟

"أرقام مرعبة".. بالشالات والشراشف: من يوقف انتحار الفتيات في العراق؟

 المحايد/ ملفات

 

قبل أيام قليلة، أقدمت فتاة في الرابعة عشر من عمرها على الانتحار بشنق نفسها بحجاب الرأس داخل منزلها في محافظة بابل.

 

وسلط الحادث الأضواء مجددا على حالات الانتحار في العراق.

 

وقالت شرطة بابل إن "فتاة في الرابعة عشر من عمرها، وهي طالبة في المرحلة المتوسطة، أقدمت على الانتحار بشنق نفسها بحجاب الرأس، داخل منزلها في حي الزهراء بناحية جبلة".

 

وأشارت إلى أن "الجهات الأمنية فتحت تحقيقا في الحادث، لمعرفة أسباب ودوافع الانتحار، كونها مجهولة حتى اللحظة".

 

في النصف الأول من العام 2021 وثقت المفوضية العليا لحقوق الإنسان 87 محاولة انتحار في البلاد، بينها 47 من الذكور و27 من الإناث، و13 من الأحداث القاصرين.

 

وسجلت محافظة ذي قار أعلى معدلات الانتحار بـ 19 حالة تلتها بغداد بـ 18 حالة.

 

ورغم ذلك لم تتراجع معدلات الانتحار في البلاد، وسجلت تزايدا في النصف الثاني من عام 2021، ووصلت إلى سبعة وتسعين حالة بحسب إحصائيات وزارة الداخلية ومفوضية حقوق الإنسان.

 

واحتلت العاصمة بغداد المرتبة الأولى في هذه الظاهرة، تلتها محافظة البصرة ومن ثم محافظة ذي قار.

 

ضغوط اقتصادية

وتتلقى الحكومة والجهات المعنية الكثير من الانتقادات بسبب غياب التخطيط وعدم تعاملها بجدية وموضوعية في سعيها للحد من تزايد حالات الانتحار في أوساط الشباب.

 

وتقول الناشطة عذراء محسن إن السبب وراء ارتفاع معدلات الانتحار هو في إهمال الحكومة واستخفافها بخطورة ما يحدث، إذ أن رؤيتها للأمر لا تتعدى تقديم بعض التوصيات التي تطلقها جهاتها المعنية خلال الاجتماعات والمؤتمرات التي تقام في هذا الشأن.

 

وتضيف: كما أن ما يتعرض له الفرد العراقي من ضغوط اقتصادية كبيرة إلى درجة أن يكون الانتحار هو السبيل الوحيد لبعضهم.

 

وتشير محسن إلى أن العوز المالي بسبب ارتفاع معدلات البطالة وحرمان الشباب من فرصة العيش بشكل طبيعي وإصرار الحكومة على عدم إيجاد الحلول الناجعة لهم تدفع بهم نحو الضياع كانخراط بعضهم مع عصابات الجريمة المنظمة بسبب العوز المالي وتوريطهم حدّ الانتحار.

 

ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" فإن الارتفاع المستمر في معدل البطالة في العراق أحد الأسباب الرئيسية للانتحار.

 

أيضا، يمثل العنف الأسري بنظر المحامية أزهار هاشم أحد أهم العوامل التي تسهم في تزايد معدلات الانتحار، بالنظر إلى أن هذا النوع من العنف يتلقى دعماً مجتمعياً بسبب العادات والتقاليد العشائرية، وكذلك يبرر فعله القانون، على سبيل المثال. مع العلم أن أغلب ضحايا الانتحار هم بسبب ذلك.

 

وتختار الفتيات والنساء الانتحار لأنهم يكونون أكثر عرضة للعنف الأسري بسبب مفاهيم (العيب والفضيحة والعار) فنجد الرجل في الأسرة يضغط على زوجته وأبنته وأخته في كيفية ارتداء الثياب أو تحديد مصيرها الدراسي أو تزويجها بل وحتى في اختيار علاقاتها بالنساء لدرجة أن تصل الأمور إلى ضربها بطرق وحشية وكذلك منعها من مغادرة المنزل وتبقى حبيسة داخله، بحسب هاشم.

 

وتقول إنه رغم حالات قتل الفتيات والنساء من قبل عشائرهن والإعلان عن انتحارهن بدلا من الاعتراف بجريمة (غسل العار) فإنه حتى حالات الانتحار صارت الآن من القضايا التي تجلب العار لعشيرة المنتحرة، إذ دائما ما تؤخذ ذرائع الانتحار على أنها تتعلق بالشرف.

 

وتتابع "لذا نجد أن ما يتم الاعلان عنه عن حالات الانتحار هي أرقام غير دقيقة، وأن الحقيقة أكثر خشية الفضيحة".

 

وتضيف، "كل ما نحتاجه لآن لتقليل معدلات الانتحار في البلاد هو تشريع (قانون مناهضة العنف الأسري)".

 

وتشير المحامية أيضا، إلى إن عوامل كثيرة أخرى مثل التفكك الأسري وتعاطي المخدرات والتورط في تجارة الجنس والأعضاء، فضلا عن تدني المستوى التعليمي كلها عوامل تدفع للمزيد من الانتحار.

مفوضية حقوق الإنسان

وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، قد كشفت عن ارتفاع الوفيات جراء الانتحار في 2020 بنسبة 8.5 بالمئة على أساس سنوي، في تصاعد متكرر للعام الرابع على التوالي.

 

وقال عضو المفوضية السابق فاضل الغراوي، في بيان صدر آنذاك، إن "المفوضية سجلت تصاعدا في حالات الانتحار بالعراق خلال 2020 بلغت 644 حالة، مقارنة مع 594 حالة في 2019.

 

ويسجل العراق ازديادا في حالات الانتحار للعام الرابع على التوالي، إذ سجلت البلاد وفاة 519 شخصاً بسبب الانتحار في 2018، و422 حالة في 2017، وفق أرقام المفوضية.

 

وبخصوص أرقام 2020، أوضح الغراوي أن "بغداد كانت أكثر المحافظات تسجيلا لحالات الانتحار بـ 139 حالة، تلتها محافظة البصرة (جنوب) بـ 86، ومحافظة ذي قار (جنوب) بـ 80، ومحافظة نينوى (شمال) بـ 69 حالة"، فيما توزعت بقية الحالات على المحافظات الأخرى.

 

وأشار إلى أن "368 شخصا من المنتحرين كانوا من الذكور و276 من الإناث".

 

وأفاد بأن "159 حالة منها كانت بواسطة إطلاق النار من أسلحة، و319 حالة بواسطة الشنق باستخدام الحبال، و6 حالات بالقفز من أماكن مرتفعة، و122 حالة باستخدام الحرق بالنار، و20 حالة باستخدام المواد السامة الخطرة، و3 حالات تمثلت بقطع الوريد، و8 حالات عن الطريق الغرق، و2 حالة بواسطة الصعق بالكهرباء".

22-09-2021, 17:29
العودة للخلف