الصفحة الرئيسية / أين وصل الربط الخليجي؟.. قطاع الكهرباء بين استحواذ إيراني ومساع سعودية للسيطرة عليه

أين وصل الربط الخليجي؟.. قطاع الكهرباء بين استحواذ إيراني ومساع سعودية للسيطرة عليه

المحايد/ ملفات
يشهد العراق منذ عقود أزمة حادة في مجال الطاقة الكهربائية والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة مع توقف إيران عن تزويد بغداد بالكهرباء والغاز بسبب تخلف الجانب العراقي عن سداد الديون المتراكمة عليه والتي تقدر بمليارات الدولارات، حسبما تحدثت تقارير عديدة.
ويسعى العراق للتحرر من هيمنة إيران على ملف الطاقة حيث كشف وزير الكهرباء العراقي ماجد مهدي، (15 سبتمبر 2021)، بأنّ بلاده تتجه إلى استيراد الكهرباء من المملكة العربية السعودية، وسط مشاكل مع إيران بعد "تفاقم الديون المستحقة" على بغداد.
وقال مهدي في تصريحات صحفية إنّ العراق "لديه نقص بحدود 15 ألف ميغاوات في إنتاج الكهرباء"، مشيراً إلى أنّ "خصخصة شركات إنتاج الطاقة كانت ناجحة رغم كل العراقيل".
وأكد الوزير العراقي وجود "مفاوضات متقدمة جداً مع دول خليجية لاستيراد الكهرباء، في الوقت الذي أبرمت اتفاقيات لإنتاج الكهرباء مع شركات توتال ومصدر وسيمنس".
وتحدث مهدي عن اتفاق لاستيراد الكهرباء من السعودية عبر معبر عرعر وربطه بمحطة اليوسفية، مشيراً إلى أنّ العراق يستورد 12 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني لإنتاج الطاقة.
وأوضح الوزير وجود "مشاكل فنية وتقنية وتأخر في دفع مستحقات الطاقة لإيران"، إضافة إلى "شح إنتاج الطاقة في إيران ما أثر على العراق سلباً".
وكشف مهدي عن "سوء تفاهم" مع إيران في قضايا عدّة مرتبطة بالغاز والكهرباء، ورغم ذلك شدد على أن العراق "بحاجة للغاز الإيراني لعشرات السنوات المقبلة"، وتحدث عن صرف 81 مليار دولار في مجال الكهرباء إلا أنها لم تستغل جيداً.
وفي السياق ذاته قال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى بأن الجانب الإيراني "يتعمد في الغالب قطع إمدادات الغاز والكهرباء عن العراق من جانب واحد وفي أوقات حرجة بالنسبة للجانب العراقي.
وبيّن أن طهران قطعت الإمدادات خلال شهر يوليو 2021 متذرعة بأن السبب في ذلك يعود إلى حاجة الداخل الإيراني للكهرباء، في حين يوجد اتفاق ملزم مع الجانب العراقي يسمح لبغداد بااستيراد الغاز والكهرباء استثناء من نظام العقوبات الأميركية المفروض على إيران.
وفي مطلع سبتمبر الجاري أعلنت وزارة الكهرباء العراقية إكمال جميع الإجراءات المتعلقة بمشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، في تصريح صحفي، إنه "تم إنجاز 87% من التفاهمات التي طرحت بين العراق ودول الخليج حول الربط الكهربائي"، مؤكداً أنه "لم يتبقَّ من المشروع إلا توقيع مذكرة تنفيذ الخط الناقل الذي يربط محطة (الفاو) بمحطة (الزور) الكويتية".
وأضاف موسى أن "سعة الربط الكهربائي في مرحلته الأولى سيكون بنسبة 500 ميغاواط بنقله إلى محافظة البصرة في صيف عام 2022".
ويرى مراقبون أن السعودية تعد دولة ارتكاز اقتصادي ومالي وأيضاً دولة مهمة في قطاع الطاقة، ولديها القدرة على حل مشكلة الكهرباء التي يعانيها العراق.
ويضيف المراقبون أن مشروع ربط الكهرباء لا يرتبط بحكومة الكاظمي، إنما طُرح منذ حكومة حيدر العبادي، مشيراً إلى أنه كانت هنالك إرادات أحبطت المشروع.
ويلفتون إلى أن "حكومة عادل عبد المهدي السابقة كانت حليفة لإيران، وشكلت من قبل حلفاء إيران، وبالتالي أحبط هذا المشروع".
ويشير المراقبون إلى وجود لجان فنية شكلت مؤخراً بين بغداد والرياض، وصلت إلى مراحل متقدمة حول الربط مع منظومة الطاقة الكهربائية لدول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي الأمر يمضي على قدم وساق.
ويتابعون أن نتائج الجهود "ربما تتضح خلال سنة ونشهد انتهاء العمل في الشؤون الفنية"، مؤكداً أن الموضوع لا يرتبط بالإرادة السياسية بقدر ما يرتبط بالجانب الفني، بحسب الشمري.
ويبدو أن وتيرة المفاوضات بين بغداد والرياض تسير بخطى متسارعة تدفعها حاجة العراق الملحّة، حيث أعلنت وزارة الكهرباء العراقية في 19 أغسطس 2021 بأن المفاوضات مع الجانب السعودي بشأن خطوط الربط المشترك من خلال منافذ عرعر ومحطة اليوسفية وإمكانية ربط خط آخر مع محطة السماوة، قطعت شوطاً كبيراً.
وقال المتحدث باسم الوزارة في تصريحات صحفية: إن "المفاوضات تتركز على تحديد سعر التعرفة وتخفيضها، كون التعرفة المقدمة من الجانب السعودي عالية".
وأشار إلى استمرار الاجتماعات الرسمية بين الجانبين العراقي والسعودي، متوقعاً أن يصل وفداً من الرياض إلى بغداد لتحريك جهود إكمال الربط الكهربائي مع السعودية.
ويمهد الربط إلى مجالات عديدة ليس فقط في موضوع الطاقة الكهربائية، إنما سيفتح باباً واسعاً في استثمار كبير للمملكة في كافة المجالات، تبدأ بالطاقة وستكون محطة ارتكاز لاستثمار سعودي في العراق.
يذكر أن وزارة الكهرباء العراقية أبرمت في سبتمبر 2019، عقدا مع "هيئة الربط الخليجي"، التابعة لمجلس التعاون الخليجي، لإنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية - الضغط الفائق بهدف تطوير منظومة الكهرباء في البلد المثقل بالأزمات.
ويبلغ طول الخطين 300 كيلومتر، مقسمة على مسافتين، داخل العراق 80 كيلومتراً، وداخل دولة الكويت 220 كيلومتراً، حيث سيزود المشروع في حال إتمامه العراق بمئات الميغاواط من الطاقة الكهربائية.
 ويستورد العراق حالياً الطاقة من إيران فقط عبر أربعة خطوط ناقلة كانت قد قررت إيقافها مع حلول فصل الصيف مما انعكس سلباً على الأوضاع.
وفي مارس 2021، أعلنت السعودية والعراق، في بيان مشترك عقب مباحثات رسمية عقدها ولي العهد محمد بن سلمان مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في الديوان ‏الملكي بقصر اليمامة بالرياض، الاتفاق على إنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين.
22-09-2021, 20:07
العودة للخلف