المحايد/ محليات
تواصل مديرية النشاطات الأدبية في محافظة أربيل التابعة لوزارة الثقافة في كردستان العراق حملتها الواسعة لجمع الكتب وتأسيس مكتبات في سجون المحافظة بمشاركة عدد من الكتاب والأدباء والمثقفين.
وأطلقت المديرية حملتها لجمع الكتب للسجون مطلع سبتمبر الحالي، مؤكدة على ضرورة أن يكون للكتاب دور رئيسي في إصلاح السجناء في سجون المحافظة، وأهمية أن تحتضن كافة السجون مكتبات توفر للسجناء أجواء ثقافية وأدبية.
يقول مدير النشاطات الأدبية في محافظة اربيل زانا خليل، "بدأنا حملتنا من منطلق وجود الكتب ضروري في كل الأماكن وخاصة في السجون، ومن الضروري أن يمضي السجين أوقاته بالقراءة كي يزيد من معرفته".
ويكشف خليل أن الحملة تمخض عنها حتى الآن جمع أكثر من 4 آلاف كتاب متنوع العناوين تبرع بها المتبرعون كأشخاص ومؤسسات من مختلف مدن كردستان للمساهمة في إنجاح المبادرة وتقديم المساعدة للسجناء.
ويأمل خليل عن أمله أن تكون الحملة أساسا لطرح مشروع قانون في برلمان كردستان خاص بتخفيف مدة الحكم عن السجناء مقابل قراءتهم الكتب داخل السجون.
ويضيف "ندقق في الكتب التي تصلنا ونختار منها المناسبة للسجناء والمهمة لإعادة تأهيلهم وإصلاحهم نفسيا واجتماعيا ومن كافة الجوانب الأخرى".
تشمل الحملة إلى جانب توفير الكتب تزويد السجون بالرفوف لتأسيس مكتبة فيها، وهذه الرفوف توفرها وزارة الثقافة وعدد من المتبرعين.
ويؤكد آكو خاله وهو أحد المتطوعين المشاركين في الحملة، على "انتهاء كافة الاجراءات والموافقات الرسمية بتأسيس المكتبات داخل سجون المحافظة، واستكمال الرفوف الخاصة بالكتب"، مشيرا إلى أنه اختار المشاركة في الحملة لأنها تهدف إلى توفير أجواء ثقافية وأدبية تساهم في إعادة تأهيل السجناء.
ويشدد بيكس وهو متطوع آخر مشارك في الحملة على أنها مهمة جدا للسجون، موضحا)، "للسجناء حق في التعلم وزيادة المعرفة حالهم حال الموجودين خارج أسوار السجن، نحاول أن يكون المشروع مبادرة وأساسا ومثالا ناجحا لكافة المنظمات غير الحكومية والجهات المعنية الأخرى كي تهتم بتوفير الكتب للسجناء".
وينتظر الكتاب والأدباء في الإقليم أن يعمم مشروع تأسيس مكتبة داخل السجون في كافة محافظات الإقليم والعمل على توعية السجناء ومساعدتهم للخروج من الواقع الذي يعيشونه.
ويرى الكاتب والمؤلف سنگر زراري أن الكتاب يساعد المرء في الخروج من الواقع الذي يعيشه والتحرر منه الى واقع آخر افتراضي واسع وأفضل يتمكن خلاله من التنفس، وهذا مهم للسجناء لأنهم يعيشون غالبية محكوميتهم بين أربعة جدران.
ويتابع زراري، "تساعد القراءة السجناء في تجنب التعرض للصدمات النفسية والمشاكل النفسية الأخرى التي تواجههم، لكن من الضروري أن تؤخذ بنظر الاعتبار نوعية الكتب التي تدخل السجن، لأن السجناء بحاجة إلى كتب ترسخ فيهم حب الحياة وتمنحهم بصيص الأمل".