المحايد/ سياسي
يبدو أن رياح زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، الأحد الماضي إلى العراق، جرت بعكس ما تشتهي سُفن بعض الفصائل المسلحة، لا سيما عصائب أهل الحق.
فقد كشفت تغريدة للقيادي في "العصائب"، أمير الطائي، المستور من غضب على توجيهات إيرانية واضحة حملها قاآني بضرورة التهدئة، بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووجهت فيها أصابع الاتهام إلى الفصائل.
ووصف الطائي السفير الايراني إيرج مسجدي بالمرسال قائلا "يبدو أنه قد نسي عمله سفير وصار يشتغل مرسال"، قبل أن يعود ويحذفها لاحقا.
إلا أن العديد من العراقيين تلقفوا هذا الكلام قبل حذفه، معتبرين أن العصائب لا تزال لم "تستوعب" بعد الخسارة المدوية التي طالتها في الانتخابات النيابية، التي خسر فيها تحالف الفتح عشرات المقاعد النيابية.
ويرى مراقبون أن تصاعد الخلاف السياسي بين عصائب أهل الحق وسياسة فيلق القدس في العراق، بما فيها العلاقة مع السفير الإيراني ايرج مسجدي، بدأ بعد اغتيال قاسم سليماني مطلع العام الماضي، وبعد الهيكلة الإيرانية التي حصلت عقب الاغتيال، من خلال إعادة توزيع الأدوار على شخصيات سياسية محسوبة على إيران، منها هادي العامري كزعيم لتحالف الفتح، وأكرم الكعبي كممثل لفيلق القدس في العراق، وابو فدك (عبدالعزيز المحمداوي) كرئيس لأركان الحشد الشعبي، بينما بقي قيس الخزعلي زعيم العصائب يبحث عن مكان في هذه المعادلة الجديدة.
ويضيف المراقبون أن بوادر الخلاف ظهرت للعلن بعد خرق العصائب، للتهدئة الأمنية التي فرضتها طهران، وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عقب هذا الاغتيال، عبر توجيهها وقتئذ عدة صواريخ على مقر السفارة الأميركية في بغداد، اعتقل على إثرها مسؤول وحدة الصواريخ في العصائب المعروف بـ (حسام الايزيرجاوي) من قبل القوات الأمنية العراقية نهاية العام الماضي.
كذلك، ظهر تفلت تلك المجموعة عبر استهداف منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء فجر الأحد 7 نوفمبر، بـ3 طائرات مسيرة، أكد عدة مسؤولون أمنيون حينها لوكالة رويترز تورط كتائب الخزعلي فيها.
كما اعتبر أن تغريدة الطائي ضد إيرج، توضح أن العصائب تخشى التضحية بها وغيرها من الفصائل في أي تسوية مقبلة، كما حصل مع سرايا الخُرساني سابقا، من أجل تجنب إيران لخسارات جديدة في العراق.
إلى ذلك، رجح تصاعد هذا الخلاف في الأيام القادمة، لكن تبقى فرص العودة لبيت الطاعة الإيراني مرجحة أيضا في الوقت عينه، لأن طهران هي الأخرى لا تريد أن تصل إلى نقطة قطيعة مع تلك الفصائل، لكي تبقى ورقة في يديها.