المحايد/ بغداد
أمضت إيمان هيثم (43عاماً) ستة أشهر في تركيا لإجراء بعض الفحوصات المنتظمة بعد أن كانت تعاني من بعض الأعراض المرضية التي لم يتم تشخصيها بشكل نهائي من قبل الطبيب الاستشاري الخاص بها.
تقول لموقع إن "السفر خارج البلاد أفضل طريقة للعلاج وأكثر أمنا، لأننا نعاني عادة من خطر التشخيص الطبي الخطأ وغير الدقيق في المستشفيات والمراكز الطبية فضلاً عن شحة الأدوية وارتفاع أسعارها".
وتضيف أنها "أجرت لاحقاً في تركيا بعض الفحوصات التي أظهرت إصابتها بمرض السكري".
وتشير إلى أن الأطباء أخبروها في البداية أن تلك الأعراض نتيجة النقص الحاصل في الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ووصفوا لها بضع أنواعها.
وتقول إن المشكلة التي يعاني دائما منها المريض في العراق هي في اختلافات التشخيص من طبيب لآخر ومن مستشفى لغيرها.
التشخيص الخاطئ
يعاني الكثير من المرضى في البلاد من أخطاء التشخيص الطبي وخاصة في الأمراض غير السارية كالسكري.
يقول الطبيب المتخصص بأمراض الغدد والسكري علاء عبد الستار إن "الكثير من الحالات المرضية المتعلقة بداء السكري يتأخر تشخيصها لأسباب منها استغلال المريض من قبل بعض الأطباء واستنزافه مالياً من خلال تكرار مراجعته لعيادته الطبية لمرات عديدة".
ويضيف عبد الستار أيضا أن بعض الأطباء يستبعد صغار السن من الإصابة ببعض الأمراض غير السارية كالضغط والسكري.
ووفقا ممثل الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل، فإن أكثر من 13.9 بالمئة من البالغين في العراق يعانون من مرض السكري، كما أن الكثيرين لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض.
ويعد مرض السكري السبب الثاني للوفيات بين مرضى كوفيد-19 في المستشفيات العراقية بعد أمراض الأوعية الدموية القلبية. وهو "ما يستدعي إلى المزيد من التوعية بمخاطر مرض السكري وكيفية الحد من آثاره"، بحسب ممثل الصحة.
لكن المشكلة بنظر الطبيب علاء عبد الستار لا تتوقف عند التوعية بمخاطر مرض السكري بقدر ارتباطها بالرعاية الصحية الأساسية، والاستشارة والعلاج في المستشفيات الحكومية.
ويقول الطبيب إن "لفشل المنظومة الصحية في البلاد وتراجع أداء المستشفيات الحكومية بسبب الإهمال والفساد وقلة الكفاءة الطبية أثر بشكل كبير على مستويات صحة الفرد العراقي".
دفع هذا الوضع الكثير من الناس الذي لديهم القدرة المالية الكافية للسفر خارج البلاد وخاصة إلى إيران وتركيا والهند للعلاج من أبسط الأمراض.
وترفع منظمة الصحة العالمية، احتفالا بهذا اليوم، شعار: "إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة لمرضى السكري".
وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها: "استغلّت منظمة الصحة العالمية، وشركاؤها فرصة الذكرى المئوية لاكتشاف الأنسولين من أجل تسليط الضوء على الهوة الشاسعة بين الأشخاص الذين يحتاجون إلى الأنسولين للسيطرة على السكري لديهم.. وبين والأشخاص الذين يحصلون حقاً عليها".
ويعود السبب الرئيسي لانتشار داء السكري إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني. وقد ارتفع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً ارتفاعاً كبيراً من 4 بالمئة في عام 1975 إلى أكثر من 18 بالمئة في عام 2016.
وعلى الصعيد العالمي، زادت حالات الوفاة بسبب داء السكري بنسبة 70 بالمئة بين عامي 2000 و2019.
وأكدت المنظمة، أن السكري يشكل أحد الأسباب الرئيسية للعمى، والفشل الكلوي، والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى. ومن بين البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، فإن شخصا واحد من كل شخصين لا يعرفون انهم مصابين بمرض السكرى.