المحايد/ بغداد
عاد عشرات المهاجرين العراقيين الذين كانوا عالقين عند الحدود بين ببيلاروسيا وبولندا، الخميس الماضي، في أول رحلة جوية نظمتها الحكومة العراقية للراغبين بذلك من بين الآلاف.
وحول ذلك، يؤكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف أن "وزارة الخارجية بذلت جهودا كبيرة في إعادة المهاجرين الراغبين بالعودة الطوعية".
ويوضح: "الطائرة التي هبطت في مطار أربيل أعادت 430 عراقياً من العالقين، وما زلنا حريصين على إعادة جميع العالقين هناك بشكل يؤمن سلامتهم".
ويشير الصحاف إلى أن الخارجية ومن خلال قنصلياتها وسفارتها في موسكو "ضمنت إصدار جوازات سفر رسمية، لمن فقد جوازه من المهاجرين، وهي مستمرة بفتح حوارات دبلوماسية مع الدول الأوروبية لضمان انسيابية إعادة المهاجرين العراقيين".
"ولا توجد لدينا إحصائية بعدد العراقيين العالقين على الحدود، كونهم مهاجرين غير شرعيين، تعرضوا للاستغلال من قبل شركات السياحة، لكن طلبات العودة الطوعية بلغت المئات".
30 ألف دولار
من بين العائدين العراقيين، حسين ساري السعدي (29 عاماً). يقول "رحلتي للوصول إلى بيلاروسيا كلفتني أموالاً طائلة، وتعرضت مع بقية المهاجرين لأقسى أنواع التعامل من قبل الجيش البيلاروسي".
من جهته، يؤكد بلسم صابر (50 عاماً)، أنه أنفق 30 ألف دولار على رحلته مع عائلته إلى بيلاروسيا، آملين باللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية "للخلاص من أوضاع العراق المأساوية"، وفق تعبيره.
ويقول "العسكر البيلاروسي فرض علينا حصاراً شديداً، وبعد نفاد الماء والطعام لدينا عند الحدود مع بولندا، عرض علينا بعض العساكر شراء عبوة الماء الواحدة بـ100 دولار، وعلبة السجائر بـ100 دولار أيضاً".
"كما تعرضنا للضرب والإهانات من قبلهم، بعد مكوثنا أياماً على الحدود"، يتابع بلسم.
أما محمد أنور (33 عاماً)، العائد من بيلاروسيا أيضاً، فقد "تعرض للاستغلال من قبل شركات السياحة".
ويوضح الأمر "بعد أن كانت تذكرة الذهاب إلى بيلاروسيا تباع بـ1000 دولار، رفعوا سعرها إلى 3000، لاستغلال وضع العائلات والأشخاص الذين يريدون الهجرة والحصول على حياة أفضل".
في سياق متصل، يقول أحمد وضاح، العامل في مطار بغداد الدولي، إن "عدد العراقيين العائدين من بيلاروسيا بلغوا 430 مهاجراً عائداً، هبط 400 منهم في مطار أربيل، حيث يسكن أغلبهم في مدن الإقليم، بينما قدم 30 آخرون لمطار بغداد، ليعودوا إلى مساكنهم في بقية المحافظات".
بدوره، حمّل القنصل العراقي الذي سحبت وزارة الخارجية العراقية جميع صلاحياته في بيلاروسيا، إثر تصاعد الأزمة، ماجد القيسي، شركات السياحة، المسؤولية عما جرى.
ودعا في تصريح له، إلى "اغلاق جميع الشركات المتورطة بزيادة أزمة اللاجئين على الحدود الأوربية" مؤكداً، أن "جميع المهاجرين العراقيين دخلوا بيلاروسيا بصفة سائحين".