المحايد/ ملفات
أعقبت "التمثيلية" التي قدمها رئيس السن في جلسة البرلمان الأولى محمود المشهداني، ردود فعل مثيرة، بين التهكم والاستهزاء في مواقع التواصل الاجتماعي.
إذ تحدثون مدونون عدة بشأن ما جرى في الجلسة وخصوصاً بعد نقل المشهداني إلى مستشفى ابن سينا داخل الخضراء.
ورأى هولاء المدونون، أن ما المشهداني حاول أن يفتعل حادثة تدفع بتأجيل جلسة البرلمان الأولى بشتى الطرق.
حيث وبحسب تعبيرهم، قالوا إن تمثيلية المشهداني تعبر عن خسارة تحالفه والمتفقين معهم على إعطائه رئاسة البرلمان في حال تأجيل الجلسة.
وغرّد أحد المدونين قائلاً: "المعروف أن الضربة على الراس، تخلي الشاب نايم أسبوع بالفراش، وما يكدر يحاجي أهله، زين ليش المشهداني اللي هو مواليد 48، يضحك ومسترخي، وكأنما مخلينه ينام بالكوة ع السدية؟! ".
وأضاف مدون آخر: "بكل دول العالم، الناس تنتخب سياسيين، إلا بالعراق.. فجأة يطلعون ممثلين ويتخربطون بأول جلسة، ومرة يكولون اعتدوا علينا، ومرة تخربطنا..
بس وره ما تمشي جلسة البرلمان، يطلع "المتخربط" يكول: "ما زلت رئيس السن، ولا يجوز استئناف الجلسة إلا بإذني"!.. زين ليش نايم ع السديّة وتضحك!".
وبعد أن ترأس النائب خالد الدراجي الرئيس الأكبر سناً بعد النائب عامر الفايز والذي اعتذر من ترؤس الجلسة الأولى خلفاً للمشهداني صاحب التمثيلية الهزيلة، سارت الجلسة بقانونية تامة بحسب مختصين.
وللمرة الأولى يختار البرلمان رئيسا له، ونائبين للرئيس، في أول يوم من انعقاده بعد الانتخابات.
وأعاد المجلس الجديد، الرئيس السابق للبرلمان، محمد الحلبوسي، إلى كرسي الرئاسة بأغلبية كبيرة، إذ صوت على اختياره 200 من أصل 228 حضروا الجلسة، فيما اختير النائب عن الكتلة الصدرية، حاكم الزاملي، نائبا أول للرئيس، والنائب عن التحالف الكردستاني، شاخوان عبد الله، نائبا ثانيا.
وهنأ رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، رئيس البرلمان المنتخب محمد الحلبوسي باستلام مهامه.
كما هنأ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بانتخاب الحلبوسي، وقال إن اختياره "بشائر حكومة الأغلبية الوطنية".
وشهدت الجلسة الأولى "دخولا مميزا" لنواب كتلة امتداد المعارضة، الذين صوتوا لمرشحة كتلة الجيل الجديد الحليفة، سروة عبد الواحد، لرئاسة البرلمان.
ودخل نواب امتداد إلى المنطقة الخضراء التي يقع فيها مقر البرلمان وقد استقلوا دراجات "تك تك" النارية، التي ميزت احتجاجات تشرين، في استعراض لافت.
فيما دخل نواب الكتلة الصدرية وهم يرتدون أكفانا.
ورغم تغير نائبي الرئيس عن الدورة السابقة للبرلمان، إلا أنهما ينتميان لنفس الكتلتين اللتين كان منهما النائب الأول السابق، عضو التيار الصدري حسن الكعبي، والنائب الثاني السابق، عضو الديمقراطي الكردستاني بشير الحداد.
وانسحب نواب كتلة الإطار التنسيقي من الجلسة احتجاجا على إجراءات الجلسة.
وقال بيان للكتلة إنه "لا يعترف بمخرجات جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبيه كونها تمت بعدم وجود رئيس السن الذي لازال ملتزما بتأدية مهامه".
وأكد البيان "لقد سجلنا الكتلة النيابية الأكثر عددا وفقا للإجراءات الدستورية وسنتصدى لهذا التفرد اللا مسؤول في القرار السياسي ونمنع أخذ البلد إلى المجهول".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الحلبوسي بعد اعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب في دورته الخامسة، كما عمت الفرحة مدناً، عديدة ، تخللتها احتفالات بالفوز الساحق ، الذي وصف بالانتصار لارادة الشعب.
وقال خبراء قانونيون ان "جلسة البرلمان التي جرى خلالها انتخاب الحلبوسي ونائبيه الاول حاكم الزاملي والثاني شاخوان عبد الله ، قانونية ولا شائبة عليها".
وأكد القانونيون ان "الاجواء التي تخللتها الجلسة ، كانت دستورية ولا تخالف النظام الداخلي للبرلمان، من حيث عدد النواب الحاضرين ورئاسة السن".
وعزز رأي الخبراء، نفي المحكمة الاتحادية العليا،إعطاء رأي مسبق يتعلق بإجراءات جلسة انتخاب رئاسة البرلمان.
وذكر بيان للمحكمة "لا صحة لما يتداوله البعض بشأن إعطاء رأي مسبق من المحكمة سواء من رئيسها أو أحد أعضائها يتعلق بإجراءات جلسة البرلمان المنعقدة اول امس".
بدوره، رأى الخبير القانوني طارق حرب، انه كان على الحلبوسي عرض طلب تسجيل الكتلة الاكثر عددا الذي تقدمت به الكتلة الصدرية للتصويت والموافقة من البرلمان.
وقال حرب إن الاجراء يأتي تأكيدا لدستورية تسجيل الكتلة الاكثرعدداً واعادة الوجه الديمقراطي الى ممثلي الشعب وبيان قولهم وصوتهم في كل اجراء يتخذه البرلمان ومنها تسجيل طلب الكتلة الاكبر الذي تقدمت به الكتلة الصدرية، وان كان الدستور والقانون لا يشترط ذلك ، ولاسيما ان الطلب السابق من الاطار التنسيقي المقدم الى الرئيس السن لا قيمة دستورية او قانونية له شكلاً ، لانه لم يقدم للرئيس الدائمي ،وموضوعاً لعدم وجود كتلة مسجلة في دائرة الاحزاب ومفوضية الانتخابات بأسم كتلة الاطار ،وانما توجد كتل متعددة منها دولة القانون والحكمة والنصر والفتح وسواها.