المحايد/ أمني
يواجه العراق من جديد محاولات لإحياء الطائفية وبث الرعب والخوف لدى العراقيين، بإنشاء قصة مفبركة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
وتحاول جهات خارجة عن القانون تصدير قصة "أشباح الصحراء" عن طريق بثها في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال وجود مئات المقاتلين التابعين للتنظيمات الإرهابية.
وتزامن ذلك مع الهجوم الأخير في ناحية العظيم، وهروب عناصر داعش من أحد السجون في منطقة الحسكة بسوريا.
وبعد استهداف منازل سياسيين ونواب، بعبوات ناسفة، وهجمات منظّمة، برز إلى وسائل الإعلام مسمّى "أشباح الصحراء"، وروجت لها قنوات تنشط عبر التلكرام، في محاولة لإرباك الوضع الأمني، بحسب مراقبين أمنيين.
مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، قال إن "أشباح الصحراء قصة مفبركة هدفها خداع البسطاء من الناس، وإيهامهم بوجود قوات شبحية طائفية منتشرة في الصحراء، وهي قصة مثيرة للسخرية".
وأضاف، أن "الخشية من أن تكون هناك نوايا عبثية وراء هذه القصة المفبركة وإشاعة فوضى، يستفيد منها المسلحون خارج اطار الدولة".
وتابع قائلاً: "يبدو أن هناك عملا ممنهجا لإشاعة الرعب بين أبناء الشعب العراقي، للتغطية على مخططات مشبوهة".
وأكمل المقرب من الحلبوسي: "نثق في قدرة القوات المسلحة العراقية، بمختلف صنوفها، على حماية تراب الوطن من أي اعتداء، ولن نسمح بالنيل من سمعة هذه القوات التي بذلت تضحيات كبرى في سبيل حماية العراق والعراقيين".
وأشار إلى أن "المجتمع بشكل عام والمحافظات المحررة بشكل خاص لن تنطلي عليهم مخططات وسيناريو ٢٠١٤، ولن يسمحوا للإرهاب ان يزعزع استقرار مدنهم او يهدد استقرارهم الاجتماعي".
ولفت إلى أن "العمل على تكريس حالة الفراغ السياسي سيخدم المشاريع الفوضوية التي لا تريد الخير للعراق"، مؤكداً أن "مواجهة مخططات الفوضى يجب أن تتم عبر استكمال متطلبات المسار الدستوري".
وانتشرت مؤخرًا بشكل كبير إشاعات عن جود قوة عسكرية في العراق تدعى "أشباح الصحراء"،و برواية مشوهة حيث تم تداولها تارة على انها قوة من مئات العناصر تابعين لدlعـش دخلوا من خارج الحدود،وتارةً اخرى على انهم ميليشا خارجة عن القانون انشأتها القوات الامريكية في قاعدة عين الاسد بالأنبار و تُدعى بـ "أشباح الصحراء" و مستعدين للمواجهة الحاسمة في بغداد!
وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها تداول هذه الإشاعة! ففي عام 2019 روّجت وكالة إعلامية بوجود هذه الجماعة في مقال لها،و استندت على تصريح قيادي في الحشّد لم تكشف عن اسمه،صرح بإن هذه الجماعة مُدربّة و مُجهزة من قبل الولايات المتحدة في العراق.
ويذكر المقال ايضًا إنَّ القوة تشبه إلى حدٍ كبير قوات الصحوة التي شُكّلت عام 2007 لطرد القاعدة ،لكن عملها يختلف الآن،و انهم بصدد تشكيل هذه القوة لحماية المناطق السُنية من المليشيات حسب قولهم،واندثرت هذه الاشاعة لتخرج مجددًا الآن و بعد 3 سنوات.
وهذه المرة تم ادعاء دخول هؤلاء العناصر الى بغداد! وهذا يطرح تساؤل منطقي كيف لتنظيم مسلح يبلغ قوامه بالمئات يدخل بغداد بدون علم احد؟ولماذا لايوجد دليل ملموس عن وجود هذه العناصر منذ عام 2019 كأنهم فعلاً اشباح!؟
في حقيقة الامر لايوجد اي مصدر حكومي او إعلامي موثوق او حتى دليل عن وجود قوة تدعى "اشباح الصحراء" وقد نفى رئيس مجلس انقاذ الانبار للاعلام عن وجود هكذ تنظيم واضاف ان صحراء الانبار مراقبة من قبل القوات العراقية.
وبعد بحث عميق ظهر الدليل المادي الوحيد هو مقطع فيديو معدل ببرنامج مونتاج لجسر في مدخل منطقة ابو غريب وركبَ فيه لافتة مكتوبةً عليها (مرحبا بحماة الاسلام اشباح الصحراء) واعلاها شعار تبين انه شعار صفحة على الفيسبوك تأسست عام 2017 بأسم اشباح الصحراء!
ويعتبر موضوع "اشباح الصحراء" لا يعدوا سوى دعاية "سياسية" يتبناها أمراء الحرب وهو عبارة عن "بُعبُع" إعلامي لإدامة الفوضى وبروباغندا للتغذي على خوف الناس وخلق ضرورة حاجة وجود مُطلقين هذه الشائعات.