المحايد/ ملفات
يتساءل العراقيون عن أسباب عودة المتهم بالإرهاب وقائد ما يسمى "المنصات" علي حاتم السليمان إلى بغداد في هذا التوقيت "الحرج".
فمنهم من يرى أن تلك العودة هي محاولة لشق عصى التحالف الثلاثي ولي ذراعه في ظل تمسكه بتشكيل حكومة أغلبية وطنية.
فيما يذهب آخرون باتجاه أن هذه العودة ما هي إلا مخطط لإعادة الدمار إلى المناطق المحررة بعد المعاناة التي عاشها سكان تلك المناطق وفي ظل الاستقرار التي تشهدها وحملات الإعمار خصوصا محافظة الأنبار.
وأثارت عودة السياسي علي حاتم إلى بغداد، وقبله رافع العيساوي، جدلاً كبيرًا بشأن إمكانية عودة شخصيات أخرى مثل طارق الهاشمي، وعن علاقة قوى الإطار التنسيقي المقربة من إيران بالملف الذي يُوصف بأنّه أشد حملة للضغط على زعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي المتحالف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في مشروع يستهدف مواجهة الإطار.
وإذا ما صحّت المعلومات التي تتسرب بشكل شحيح، فإنّها لن تكون المرة الأولى التي تخفق فيها الفصائل السياسية الأكثر قربًا إلى إيران في إدارة شأنها السياسي داخل المعادلة السياسية العراقية، فالانحدار المستمر في شعبيتها ظهر جليًا في نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقبلها في التظاهرات التي رفعت من بين نداءاتها، شعارَ الانعتاق من هيمنة سلطة السلاح الإيرانية، غير أنّ آخر تكتيكات حلفاء إيران المُفترَضة تصطدم أيضًا بجملة معطيات، وفق ما تكشفه شخصيات سياسية قريبة جدًا من مراكز صنع القرار.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها حلفاء إيران اتهامات باستخدام نفوذهم في الدولة، لصالح مساومة سياسيين على "إغلاق ملفاتهم" مقابل مواقف مساندة.
وقد سبق أنّ اتهم علي حاتم السليمان نفسُه، المالكي بتحريك ملفات قانونية ضد خصومه ثم إلغائها كما في قضية السياسي أحمد أبو ريشة.
وتسببت نتائج الانتخابات بخسائر كبيرة في صفوف الأحزاب ذات الأجنحة المسلحة الأقرب إلى إيران، وتمكن الصدر والحلبوسي وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني من إعلان أول تحالف سياسي عابر للمكوّنات يضم أكثر من 170 مقعدًا من أصل 329، وقد أعلن التحالف أهدافًا محددة على رأسها حصر السلاح بيد الدولة وإنهاء الجماعات المسلحة، وهو ما اعتبرته القوى القريبة من طهران، استهدافًا لها.
وتواجه قوى الإطار المقربة من إيران على الدوام، اتهامات بالوقوف خلف تسهيل عودة المطلوبين الذين تم إعداد ملفات ملاحقتهم في حقبة نوري المالكي، بعد أن سعى مقربوه خلال فترات سابقة في وساطات لإعادتهم.
وعلى عكس الشائع، لا تُظهر أوساط الحلبوسي أي استياءٍ من عودة السياسيين السنّة إلى بغداد.