ومَن ينسى تصريح علي حاتم السليمان، حين قال: "أزين شاربي، إذا طبوا الحشد الشعبي (جزء من المؤسسة الأمنية في البلاد) للأنبار"، لتتوالى عليه بعد عام من تصريحه، كاريكاتيرات تسخر منه، وتظهره حالقاً لشاربه، الذي لم يحلقه حتى بعد طرد العصابات الإرهابية من الأنبار ودحرها.
الأنبار التي عاشت فترة رائعة بالأيام الأخيرة، بعد حملة إعمار أنستها ما فعلته الجهات السياسية فيها بالسنوات الماضية، حين أدخلت عصابات داعش الإرهابي، ودمرت المباني، وهجّرت وقتلت الأهالي، تواجه اليوم خطراً يتمثل بوجود مَن أسهموا بدمارها، وتهديدهم من جديد بتهديمها مع أهلها.
ورغم دور السليمان بإدخال العصابات الإرهابية إلى العراق، إلا أنه عاد لبغداد باتفاقية سياسية، لضرب الخصوم فيما بعضهم، متناسين معاناة الأهالي التي حصلت في سنوات الإرهاب.
وعقب وصوله إلى بغداد، عقد السليمان، اجتماعاً في مقر إقامته، وكشف مصدر مقرب منه، تفاصيل ما حصل في الاجتماع، الذي شهد تهديداً بتهديم الأنبار من جديد.
وقال المصدر لموقع "المحايد"، إن "اجتماعاً عقد يوم أمس بحضور السليمان وأركان خلف طرموز وضاري أبو ريشة وعدد من الشخصيات الأخرى".
وأضاف، أن "الاجتماع بحث وضع الخطوات التي تهدف إلى تهديم الأنبار وإيقاف حملات الإعمار التي تشهدها المحافظة".
وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "المجتمعين طالبوا خلال المناقشات بتهديم مدينة الأنبار بالكامل".
وأشار إلى أن "أحد الشخصيات قال أثناء الاجتماع (خل نهدم الإنبار وأهلها يطبهم مرض ليش يردون الحلبوسي)".
وأكد المصدر أن "منزل حاتم السليمان يحرسه عناصر من حزب الله بزيهم العسكري".
واعتبر مراقبون ومتخصصون في الشأن العراقي أن عودة السليمان إلى المشهد السياسي مجددا محاولة لضرب تحالف السيادة (السني)، الذي يضم كتلتي "تقدم" بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي و"عزم" بزعامة خميس الخنجر، ولعزل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، مؤكدين أن السليمان عاد بالاتفاق مع الإطار التنسيقي.
وبدت عودة السياسيين السنة البارزين إلى المشهد كأنها محاولة من جانب حلفاء إيران لتفكيك الكتلة البرلمانية التي يتزعمها الحلبوسي المتحالف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضمن "إنقاذ وطن".
وتعود الأحكام والملاحقات القضائية على زعماء المشهد السياسي السني إلى عام 2011 مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد ومحاولات رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي كسر التوازنات السياسية التي كانت سائدة حينها والانحياز إلى جانب طهران، إذ أصدر مذكرات اعتقال بحق كل من طارق الهاشمي ورافع العيساوي وعلي حاتم السليمان والعديد من قيادات المشهد السني حينها.
ولم يظهر الإطار التنسيقي تحفظاً واضحاً على عودة السليمان في بادئ الأمر، إلا أن تصاعد منسوب الانتقادات والاتهامات بالضلوع بهذا الملف دفعه إلى نفي أي صلة به.