المحايد/ بغداد
قبل السماح بإطلاقها من مفوضية الانتخابات، بدأت بعض الشخصيات والأحزاب السياسية بحملتها الإعلانية الانتخابية في وقت مبكر، بعضها أثارت "سخرية" الشارع العراقي، لأنها اعتمدت أساليب جديدة وصفها بعض المراقبين بـ "الساذجة" في محاولة لكسب الناخبين.
المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي صرحت في وقت سابق، أن "انطلاق الحملات الانتخابية سيكون بعد المصادقة على المرشحين بحسب قانون الانتخابات، عكس الانتخابات السابقة التي كانت تنطلق الحملات قبل شهر من موعد إجراء الانتخابات".
ورغم تصريح المفوضية، إلا أن الحملات انطلقت في عدد من المحافظات، فبعض المرشحين يحاولون كسب أصوات الناخبين عن طريق إظهار الكرم "المفرط"، حين أقدم مشعان الجبوري عضو مجلس النواب السابق، على إقامة وليمة في سرادق بأحد المحافظات.
وفي شريط مصور تداوله ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر بعض الشباب جالسين ومنتظرين وجبةً من الطعام، ويقوم الجبوري بجلبه إليهم وهو ظاهراً في الفيديو، ليطلق عليه بعض متداولي الفيس بوك عبارات مثل "مفطح مشعان"، و "صوتك مقابل مفطح مشعان".
وبعد متابعة التعليقات على فيديو مشعان، انتقد المواطنون هذه الأساليب، حيث كتب أحدهم تعليقاً قال فيه، إن "هذا إذلال للمواطن، وضحك على ذقون الآخرين"، بينما أضاف مستخدم آخر تعليقاً تضمن: "الجماعة فاهمين الانتخابات غلط، هالمرة تختلف القضية".
ليس الجبوري فقط من بدأ حملته الانتخابية مبكراً، فهناك النائب عن محافظة واسط، عباس يابر العطافي، الذي أطلق حملته الانتخابية بحفل ختان مجاني، لأطفال أهالي محافظة واسط.
العطافي رفع يافطة على سياج في المحافظة تضمنت: "برعاية النائب عباس يابر العطافي، وبالتعاون مع وجهاء منطقة حي الجهاد ودائرة صحة واسط، سيقام حفل ختان مجاني للأطفال يوم الجمعة عند الساعة السادسة صباحاً"، الأمر الذي دفع متداولي الفيس بوك إلى التساؤل عن مزاج الطفل في هذا الوقت، الذي سينهض باكراً لإجراء عملية ختان مع حفل انتخابي.
وكتب مستخدمٌ تعليقاً على الدعاية التي انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي، جاء فيه: "تسوي الهم عملية لو تأخذهم للمسطر، مگعدهم بالـ 6 الصبح؟"، بينما مستخدم آخر ذكر في تعليق ساخر: "هذا المفروض يكتب على دعايته: الولادة عليكم، والطهور علينا".
وإلى الحملات الانتخابية التي تعتبر قديمة، لكنها قد تكون الأكثر فاعلية خصوصاً مع تراجع الخدمات في بعض المحافظات، وهي إكساء شوارع تعاني من مطبات أو شوارع لم تشهد "التبليط" مطلقاً إلا في وقت الانتخابات، وهو الأمر الذي لجأ إليه رئيس مجلس النواب السابق، سليم الجبوري.
الجبوري أطلق حملته في منطقة المطار شمال المقدادية، من خلال أعمال إكساء شهدتها المنطقة، مع نشر يافطة، قال مكتبه الإعلامي عنها، إن "أهالي منطقة المطار يشكرون الدكتور سليم الجبوري المحترم، لمتابعته المتواصلة للواقع الخدمي والإعلان ببدء تبليط أحياء منطقة المطار".
وبعد نشر هذه الحملة الانتخابية، تصدّى أغلب المواطنين لها بالتعليقات على المنشور، حيث كتب بعضهم باللهجة الشعبية: "أنتم ما تستحون؟ أنت مدير بلدية؟ عيب هاي الكلاوات صارت مستهلكة وتضحكون بيها على العالم الفقرة (الفقراء) حتى ينتخبوكم".
وآخر كتب تعليقاً تفاعل معه مستخدمي الفيس جاء فيه: "يعني تبلط الشارع على حسابك ومن جيبك الخاص، لو أنت بس عليك الإشراف والأموال من الدولة؟؟"، بينما تعليق آخر جاء فيه: "لعد قبل وين جنت؟ لو اجت الانتخابات وبدت سوالفكم الانتخابية؟".
وتداول مستخدمو الفيس بوك هذه المنشورات والدعايات الانتخابية المبكرة، بسخرية عارمة، حيث تساءل بعضهم عن سبب انطلاق أعمال الخدمات قبل الانتخابات، وهل هي من اختصاصهم، أم اختصاص البلديات في المناطق؟.