المحايد/ سياسي
اقتحم المئات من المتظاهرين مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء بوسط بغداد، اليوم الأربعاء، احتجاجا على ترشيح الإطار التنسيقي، محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الوزراء.
وأسقط المتظاهرون الجدران المحيطة بالمنطقة، وتجاوزوا نقاط التفتيش والحواجز الأمنية، وتوجهوا إلى مقر مجلس النواب، وسيطروا على أروقته في سيناريو مشابه لتظاهرات 2016.
ودعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، المتظاهرين في العاصمة بغداد إلى الالتزام بسلميتهم، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
وقال الكاظمي في بيان: "يدعو القائد العام للقوات المسلحة أبناءه المتظاهرين إلى الالتزام بسلميتهم، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وبتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حمايتهم حسب الضوابط والقوانين، والانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء".
وأكد الكاظمي أن القوات الأمنية سوف تكون ملتزمة بحماية مؤسسات الدولة، والبعثات الدولية، ومنع أي إخلال بالأمن والنظام.
ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، أنصاره إلى مغادرة المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد.
وجاء في بيان تلاه صالح محمد العراقي المقرب من رئيس التيار الصدري: «أقف إجلالا واحتراما، فإنها رسالة عفوية وإصلاحية شعبية رائعة، شكرا لكم»، محذرا: «القوم يتآمرون عليكم، وسلامتكم أهم من كل شيء، فإذا شئتم الانسحاب فإني سأحترم هذا القرار».
وتظاهر المئات من العراقيين، وهم مؤيدون للتيار الصدري، احتجاجا على مرشح خصوم مقتدى الصدر السياسيين في الإطار التنسيقي الشيعي لرئاسة الوزراء، وذلك قبل أن يقتحموا المنطقة الخضراء.
وقال زعيم التيار الصدري لأنصاره المتظاهرين: "القوم يتآمرون عليكم وإذا أردتم الانسحاب فسأحترم القرار"، عادًّا أن "ما يحدث رسالة عفوية إصلاحية شعبية".
وأصدر الإطار التنسيقي بياناً شديد اللهجة قال فيه: "بعد أن أكملت قوى الإطار التنسيقي الخطوات العملية للبدء بتشكيل حكومة خدمة وطنية واتفقت بالإجماع على ترشيح شخصية وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة رصدت ومنذ يوم أمس تحركات ودعوات مشبوهة تحث على الفوضى وإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي".
وأضاف، أن "ماجرى اليوم من أحداث متسارعة والسماح للمتظاهرين بدخول المنطقة الحكومية الخاصة واقتحام مجلس النواب والمؤسسات الدستورية وعدم قيام القوات المعنية بواجبها يثير الشبهات بشكل كبير ".
وتابع البيان: "نحمل حكومة تصريف الأعمال المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة الدوائر الحكومية ومنتسبيها والبعثات الدبلوماسية والأملاك العامة والخاصة ونطالبها باتخاذ إجراءات حازمة لحفظ الأمن والنظام ومنع الفوضى والممارسات غير القانونية".
وأكمل الإطار: "كما ندعو أبناء شعبنا العراقي العزيز إلى مزيد من الوعي والحذر من مكائد الأعداء والتصدي لأي فتنة يكون الشعب وأبناؤه وقودا لنارها".
بدوره، وجّه رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، الأمانة العامة لمجلس النواب بالتواجد في المجلس والتواصل مع المتظاهرين، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء العراقية.
ودعا الحلبوسي، المتظاهرين، إلى "الحفاظ على سلمية التظاهر"، مشددا على أن "قوات حماية البرلمان عدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم".
وقال مصدر أمني إن "المتظاهرين تقدموا داخل المنطقة الخضراء وحاولوا الوصول إلى البرلمان"، ولمنعهم "أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع عليهم". وأضاف أن "بعضهم أصيب بالاختناق"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء. ومع ذلك، تمكّن متظاهرون من دخول مبنى البرلمان.
وحاولت القوات الأمنية بداية منع المتظاهرين من اقتحام المنطقة الخضراء عبر إطلاق الماء عليهم.
وانطلقت التظاهرة بعد الظهر من ساحة التحرير في وسط العاصمة، حيث رفع المتظاهرون الأعلام العراقية وصورا للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، معبرين عن رفضهم ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، ثمّ توجهوا عبر جسر الجمهورية إلى بوابات المنطقة الخضراء.
وحمل بعض المتظاهرين لافتات كُتبت عليها شعارات منددة بترشيح السوداني لرئاسة الحكومة.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة في معرض تعليقها على التطورات في بغداد، "لاحترام حرمة المباني القنصلية وفق المعاهدات الدولية".
وغرد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مخاطباً المتظاهرين عبر تويتر: "ثورة محرم الحرام، ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد، وصلت رسالتكم أيها الأحبة فقد أرعبتم الفاسدين، جرة إذن صلوا ركعتين وعودا إلى منازلكم سالمين".