من جديد، عاد التحشيد إلى تظاهرات جديدة يوم السبت المقبل، تفاعل معها غالبية قيادات التيار الصدري، والمقربون من زعيمهم، مقتدى الصدر.
ويوم أمس، اقتحم آلاف المتظاهرين مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء المحصنة، احتجاجا على ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد السوداني لرئاسة الحكومة وتنديدا بالفساد.
واليوم، نشر مدير مكتب الصدر، في بغداد إبراهيم الجابري، تلميحاً إلى عودة التظاهرات يوم السبت المقبل، تزامناً مع التحشيد الذي حصل في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصّات مقربة من التيار الصدري.
وانتشر بشكل موسّع وسم #جاهزون، حتى تفاعل معه أغلب المستخدمين، ونشر بعضهم استعدادهم لتظاهرات يوم السبت المقبل، بالتزامن مع عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وذكر الجابري في منشور عبر صفحته على الفيسبوك: "الشعب يقول أليس السبت بقريب"، لينشر بعدها المقرب من الصدر، حازم الأعرجي: "السبت جاهزون".
وحصلت تظاهرات يوم أمس، وفقاً لدعوات أطلقتها منصّات صدرية، وشخصيات معروفة لدى أنصار التيار الأكثر شعبية في العراق، حتى أوصلوا رسالة "شديدة المعنى"، إلى المعنيين بترشيح السوداني، والفاسدين.
وكان الصدريون قد اقتحموا البرلمان في تظاهرات حدثت بالعام 2016، وقد ربطوا اقتحامهم اليوم بأنه امتداد للسابق، فيما حذّروا القوى السياسية من الاقتحام المقبل، حتى أطلقت بعض المنصات الصدرية وسماً جاء فيه: #الجولة_الأولى".
وبعد اقتحام الأمس، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره الذين اقتحموا البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء ببغداد؛ للانسحاب منه قائلا: "وصلت رسالتكم.. عودوا لمنازلكم سالمين". وفي وقت سابق قال الصدر لأنصاره بعد اقتحامهم البرلمان "أقف إجلالا واحتراما، فإنها رسالة عفوية وإصلاحية شعبية رائعة، شكرا لكم"، مضيفاً أن تظاهرات الأربعاء: "جرة إذن".
ومن جهته قال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إن على الأمانة العامة لمجلس النواب التواصل مع المتظاهرين، وأضاف أن على القوات الأمنية حماية البرلمان وعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم. كما حث المتظاهرين على الحفاظ على سلمية التظاهر.
وبعد ذلك، قال بيان الإطار التنسيقي (الذي يشمل القوى الشيعية باستثناء التيار الصدري) بالعراق: "لقد رصدنا تحركات ودعوات مشبوهة تحث على الفوضى وإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي".
وأضاف البيان "نطالب باتخاذ إجراءات حازمة لحفظ الأمن ومنع الفوضى والممارسات غير القانونية"، وحمّل البيان الحكومة المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة الدوائر الحكومية ومنتسبيها.
وقال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي إن على الحكومة النهوض بمسؤولياتها في حماية الوضع الأمني وتفادي إراقة الدم. وطالب المتظاهرين بالانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بحق التظاهر.
من جانبها علقت الأمم المتحدة على التطورات في العراق بالقول "ندعو لاحترام حرمة المباني القنصلية وفق المعاهدات الدولية".
وكان الإطار التنسيقي الشيعي قد أعلن الاثنين الماضي، ترشيح النائب محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة.
وسبق للسوداني المولود عام 1970 في محافظة ميسان (جنوبي العراق) أن شغل منصب وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية وحقوق الإنسان، فضلا عن شغل وزارات أخرى بالوكالة، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية.