المحايد/ سياسي
تتلاحق التطورات في العراق بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم الاثنين اعتزاله العمل السياسي، حيث أربكت تغريدته الأوضاع السياسية والأمنية في مشهد عاد فيه الطرف الثالث إلى الواجهة.
وبعد ساعات من تغريدة الاعتزال السياسي، قرر متظاهرو التيار الصدري اقتحام المباني الحكومية داخل المنطقة الخضراء حتى سيطرتهم على القصر الجمهوري، الأمر الذي دفع باتجاه تأزيم الموقف داخل المنطقة.
وبعد أكثر من شهر على الهدوء رغم الاعتصامات أمام البرلمان، إلا أن التحول الذي جرى اليوم وتسارع الأحداث، أفضى إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع أعقبه إطلاق الرصاص الحي.
حيث تفيد مصادر طبية، باستشهاد عدد من المحتجين نتيجة إطلاق الرصاص، وإصابة عدد آخر منهم، مما يذكّر بعودة الطرف الثالث خلال تظاهرات تشرين.
وأخرجت القوات الأمنية المتظاهرين بالقوة من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، وفرضت حظرا للتجول في جميع المحافظات.
ويقول شهود عيان إن القوات الأمنية أطلقت النار بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء في بغداد، واستطاعت السيطرة على القصر بعد إبعاد المتظاهرين منه.
وقبل ذلك بساعة فرقت القوات الأمنية بقنابل الغاز المدمع وخراطيم المياه أنصار التيار الصدري الذين حاولوا اقتحام مقر الإقامة الرئاسي.
وأغلقت القوات الأمنية جسري الجمهورية والسنك وسط بغداد والطريق المؤدي إلى مبنى شبكة الإعلام العراقية تحسباً لاقتحامها من قبل المحتجين.
قيادة العمليات المشتركة دعت المواطنين إلى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة والالتزام بحظر التجول والابتعاد عن الشائعات المغرضة.
وأضافت في بيان، أن القوات الأمنية تؤكد مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية، وأنها تقوم بواجبها في حماية الأمن والاستقرار.
وأشارت إلى أن القوات الأمنية التزمت أعلى درجات ضبط النفس لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.
وأعلنت العمليات المشتركة حظر التجول الشامل في بغداد اعتبارا من الساعة 3:30 ظهر اليوم الاثنين بعد اقتحام أنصار الصدر القصر الجمهوري، أعقبته بقرار حظر شامل في عموم العراق بدءاً من الساعة مساءً وحتى إشعار آخر.
في غضون ذلك، قامت القوات الأمنية بإجلاء موظفي مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية على إثر اقتحام المبنيين من قبل المتظاهرين.
كما قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر بسبب دخول متظاهرين مقر المجلس، وأعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية.
ودعا الكاظمي في بيان المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية، كما طالب مقتدى الصدر بالمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية.
وقال رئيس الوزراء إن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملا مدانا وخارجا عن السياقات القانونية، منتقدا ما سماه تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة، وقوع عدد من الشهداء نتيجة إصابتهم بالرصاص الحي، وجرح عدد كبير من المتظاهرين.