ما زالت الأوساط الثقافية العراقية تنتظر الانتهاء من مشروع ترجمة "100 كتاب" إلى العربية، الذي تبنته جمعية المترجمين العراقيين عام 2017، لرفد المكتبات العراقية والعربية بأهم الكتب الصادرة في العالم في مجالات الفكر والأدب والثقافة والفنون.
وبلغ عدد الكتب التي ترجمت ضمن المشروع حتى أغسطس الماضي 54 كتابا، وأعلنت الجمعية مطلع الشهر نفسه عن ترجمة أربعة كتب جديدة هي "صور بغدادية"، للمترجم د. سعد الحسني، و"مدارات نقدية في الأدب"، للدكتور هاشم الموسوي، و"نصوص دينية سومرية"، للدكتور قاسم الأسدي، و"زفاف في السماء"، وهي رواية عن الرومانية، ترجمتها غيداء القاضي.
تقول المترجمة إشراق عبد العال، وهي مديرة "دار المأمون" للترجمة والنشر، إن "واقع الترجمة في العراق يسير بخط متوازٍ مع واقعها في بقية البلدان العربية، فهي انعكاس لما يجري بكل تفاصيله في الصعود والهبوط". وتتحدث عن العقبات التي تؤخر إتمام مشروع الترجمة: "العقبة الأساسية نقص التمويل، التي تحول دون الارتقاء بطموحنا إلى إنتاج وصناعة الكتاب المترجم بالطريقة التي نتمناها".
"كما يوجد نقص هائل في أعداد المترجمين الكفئين داخل المؤسسات المختصة بالترجمة، بالإضافة لهجرة المترجمين العراقيين من الخط الأول إلى الخارج، ما أدى لتأخير مشروع نشر الكتب"، تتابع عبد العال.
وتشهد حركة الترجمة في العراق منذ أكثر منذ ثلاثة عقود ركوداً وبطءاً في الإنتاج، نتيجة لعدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.
من جهتها، تقول الأستاذة في قسم الترجمة بكلية الآداب في جامعة المستنصرية، هناء خليف غني، إن "واقع الترجمة في العراق لا يختلف عن واقع الكثير من التخصصات والحقول المعرفية الأخرى التي تعاني من نفس المصاعب والمشكلات".
وتؤكد أن الجهود المبذولة في مجال الترجمة حالياً "فردية"، سواء من قبل دور النشر أو من المترجمين.
وتوضح غني لـ"ارفع صوتك": "من الضروري تفعيل مشروع إنشاء مركز قومي للترجمة أو هيئات الترجمة على مستوى الدولة، تكون حاضنة لجهود الترجمة والمترجمين ومختصة بنقل المعارف ونقل السلاسل المتصلة بالإعلام وبالكتاب، ونقل مجاميع كاملة أو الاتفاق مع الهيئات والمؤسسات الخارجية مثل دور النشر والجامعات الرصينة".
الناقدة والأكاديمية كوثر جبارة، ترى أن التراجع "ليس في حركة الترجمة بل في الإقبال على قراءة الكتب المترجمة"، مضيفة: "هذه نتيجة بديهية لتراجع القراءة عامة وسوق الكتاب في العراق والمنطقة". وتشير إلى وجود مجموعة من التأثيرات الأخرى التي قد تتعرض لها المؤلفات الصادرة باللغات الأخرى فيما يخص المتلقي، بقولها "قد يكون المتلقي العراقي غير مهتم بآداب الأمم الأخرى لعدم اهتمامه بهم، وبذلك يقتصر الاهتمام على أصحاب التخصصات".