المحايد/ ملفات
معلوماتٌ خطيرة، أشارت بشكل واضح إلى محاولات لخلق تهديد حقيقيّ في محافظة الأنبار، على يد مجموعة سياسيّة كانت، ويا للمصادفة، سبباً في كل إشكال تعرّضت له الأنبار خصوصاً، والمناطق السنّية عموماً منذ ٢٠٠٣ وحتى اللحظة.
هذه المجاميع التي تشمل اختصاصات الإرهاب والفساد في وقت واحد، بدأت بنسج سيناريو لمحاولة زعزعة الهدوء الأمني في الأنبار من جهة، وإيقاف حركة البناء والاستثمار التي بدأت بالنموّ الواضح خلال العامين المنصرمين.
الحزب الإسلامي ونوري الكربولي
بدأت القصة من خلال سعي الحزب الإسلامي، بمعيّة نوري الكربولي، وصهيب الراوي للحصول على منصب رئاسة الوقف السني، للسيطرة على الخطاب الموجّه من خلال مساجد المحافظة، وتأتي هذه التفصيلة في وقت بدأت به هذه المجموعة بمحاولة إيجاد ثغرات، عبر غسل الأدمغة وإيقاظ الخلايا النائمة.
التأريخ الشائك للحزب الإسلامي العراقي، وارتباطه بالحركات الإسلامية الراديكالية وعلى رأسها داعش وحماس، جعل البوصلة هذه المرة تقترن بخصم ظاهري، وحليف باطني وهي توجهات الحرس الثوري الإيراني في المحافظة، وذلك عبر استهداف الأماكن العامة من جهة، وإغراق الأنبار بالمخدرات التي يورّدها أصدقاء الحرس الثوري من سوريا.
وبالعودة قليلاً إلى الوراء، سنلاحظ ارتباط المدعو نوري الكربولي ويوسف السامرائي، بعقود إزالة العبوات والألغام على الخط السريع في محافظة الرمادي بالاشتراك مع محافظ الأنبار السابق والأكثر فساداً صهيب الراوي، حيث تمّ تحويل هذه الأموال إلى مشاريع غسيل أموال في دبي وباريس والقاهرة.
محمد عليان وصهيب الراوي.. اسمان يسيل منهما الدم والفساد
يبدو أن محافظة الأنبار، مقبلة على تحد جدي، أمني وسياسي ومالي ومجتمعي، إذا لم يتم تدارك الأمر من قبل الجهات المعنية، فهذه القوى السياسية التي فقدت جمهورها على مدى السنوات الماضية، لِما فعلته سياستهم من تردٍّ خدماتي من جهة، وانهيارات أمنية من جهة أخرى، جعلت عشائر المحافظة وأبناءها ينأون بنفسهم عن القوى المتطرفة، والتي وضعت يدها مع القوى الإرهابية الوافدة من الخارج.
يُراد من خلال هذا التوجه إعادة الأنبار إلى مرحلة الهدم والركام، من خلال مخططات محمد عليان وصهيب الراوي، اللذين قاما بالفعل بالتعاون الذهبي مع خلايا الأخوان المسلمين بعد ٢٠٠٣، ثمّ تحوّلهم إلى القاعدة، وأخيرا تنظيم داعش قبيل العام 2014.
وتقول مصادر مطلعة، إن "الأجهزة الأمنية داخل محافظة الأنبار استملت برقيات من عناصرها الاستخبارية تفيد بأن هناك محاولات لتفعيل خلايا تنظيم داعش الارهابي داخل محافظة الانبار، وهذا المخطط يقوده بقايا الأخوان المسلمين في المحافظة، وبتوجيه مباشر من رشيد العزاوي، المرتبط بالحرس الثوري الإيراني".
وتضيف المصادر أن "هذا المخطط يجري ترتيبه داخل العراق وخارجه، من خلال عمليات غسيل الأموال المناطة بمحمد عليان وعن طريق يوسف السامرائي والارتباط المباشر يكون بنوري الكربولي، وهذا كله متابع من قبل صهيب الراوي التي يتنظر اللحظ المناسبة للانقضاض مجدداً على مشاريع الأنبار، ومحاولة إيجاد أنفاس إضافية للجثة السياسية الميتة التي ابتعد عنها الناس.
آل صهيب الراوي.. دمية بيد آل عليان
ويمكن من خلال مراجعة بعض الملفات، معرفة حجم الشبكة التي تدار من قبل نوري الكربولي ويوسف السامرائي وأيضاً من قبل رشيد العزاوي وصهيب الراوي، ولعل من بين تلك الصفقات الفاضحة، تلك التي تمت ببغداد بواسطة الفلسطيني مهند حيمور، و آل العليان (محمد وحارث ومعاذ) واخرين في احد بيوت الحارثية .
مهند حيمور الفلسطيني الأصل، يعمل تارة ناطقا باسم صهيب الراوي وتارة مستشارا تجاريا ومشرفا على شؤون الاستثمار للراوي نفسه.
ومن المعروف أن محمد العليان دفع أربعة مليارات دينار من اجل إلغاء إقالة الراوي حين كان محافظا للأنبار، وإصدار قرار بإعادة المحافظ لممارسة أعماله من جديد.