بينما يقضي مواطنو سامراء حياتهم المريرة مع البنى التحتية المتهالكة والوضيعة وغير الصالحة للاستخدام البشري من مستشفيات ومراكز تعليمية وثقافية ودوائر بلدية محطمة، ومدارس لا تحتوي على أي من مقومات التعليم الحديث، يقول أهالي المدينة المكنوبة أن وزير التخطيط السابق نوري الدليمي (الكربولي)، ومحافظ صلاح الدين الأسبق عمار يوسف ابتلعا كل المليارات التي خصصت من الموازنات السابقة، لتبقى المدينة التي تحتوي على نسيج مجتمعي عراقي، رهينة جشع وطمع عصابات الحزب الإسلامي في العراق.
وبالعودة إلى الوراء قليلاً نجد أن مدينة سامراء، لم تحظَ بأي اهتمام من قبل قيادات الحزب الإسلامي في العراق، والتي سيطرت طيلة العقود الماضية على الاستحقاق الانتخابي للمكون السني، فهي من سيء إلى أسوأ، ومن معاناة إلى مأساة، حيث تحولت هذه المدينة إلى "دكان" يستغله الحزب الإسلامي لزيادة إيراداته المالية.
في العام 2019، صادق وزير التخطيط السابق نوري الكربولي (الدليمي)، مع محافظ صلاح الدين الأسبق عمار يوسف على عدد من المشاريع الخاصة بمحافظة صلاح الدين، وبالأخص مدينة سامراء، لتبين بعد اسابيع قليلة من صرف الأموال المخصصة لتلك المشاريع بأنها مجرد "حبر على ورق"، لتطير المليارات من خزينة الدولة إلى خزائن الكربولي وعمار يوسف.
وفي العام ذاته، وداخل مقر الحزب الإسلامي الكائن في منطقة اليرموك، تمت المصادقة على مشروع الجملونات في محافظة صلاح الدين، إذ جرى الاتفاق بأن يتقاسم الحزب الإسلامي الحصص بين قياداته مقابل تصديق وزير التخطيط على المشروع لصالح عمار يوسف.
أما الطامة الكبرى، هي سرقة الحزب الإسلامي لمليارات مشروع سامراء عاصمة الحضارة الإسلامية، والذي تضمن إنشاء مدارس ومراكز ثقافية ومستشفيات وايضاً إنشاء جوامع جديدة وإعادة تأهيل الشوارع والبنى التحتية، لكن مشروع سامراء عاصمة للحضارة الإسلامية جرى "طمطمته"، لتبقى سامراء ضحية تغول وزير التخطيط السابق عمر الدليمي ومحافظ صلاح الدين الأسبق عمار يوسف، وتبقى مناطق سامراء تعيش حالة الحرمان التام من الخدمات وفرص العمل لأبنائها.