نينوى، تلك المحافظة التي تصدر اسمها عناوين الصحف والنشرات الإخبارية، حين كان الإرهاب والفساد ينهشان بها، حتى تسببا بتشريد أهلها، وتدمير مدنها، وكذلك بناها التحتية، الآن تشهد حملة إعمار واسعة، ستعيد الحياة إليها وتنفض غبار الحروب عنها.
اليوم، تحقق حلم الموصليين حين شاهدوا هبوط أول طائرة عسكرية على أرض مطارهم الدولي، الذي سيسهم بتحويل محافظتهم إلى قبلة تجارية، ومركز يقصده الجميع، بسبب أهمية المدينة.
مَن يقف خلف كواليس حملة الإعمار، هو رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي نجح بإعمار الأنبار التي دمرها الإرهاب أيضاً، تحوَّل إلى نينوى، حين وجد بها ترحيبًا واسعاً من الأهالي.
كانت الميزانية المخصصة للمشروع هي 200 مليار دينار، ويتم تأمين نصف المبلغ من أموال محافظة نينوى التي جمدت خلال فترة حرب داعش، بينما يتم تأمين النصف الآخر منه من ميزانية قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية.
مسؤول شؤون الإعمار في المحافظة، عبدالوهاب سلطان، قال في تصريح للصحيفة الرسمية، إن "مطار الموصل استقبل أول طائرة تجريبية هبطت على مدرجات المطار، وكان بانتظار هبوطها محافظ نينوى نجم الجبوري ومدير مطار الموصل حيدر محمد وعدد من مسؤولي الإعمار والشركات المنفذة".
وأضاف سلطان، أن "هناك تقدما كبيرا وواضحا بما يخص إعمار مطار الموصل والمدرجات من قبل فرق الإعمار"، متوقعا "إنجازه في حزيران 2024".
وأضاف قائممقام الموصل أنه بحسب المدد الزمنية التي حددتها الشركتان، سيدخل مطار الموصل الدولي مجال الخدمة رسمياً مطلع السنة المقبلة (2024) وتبدأ فيه الرحلات الجوية المدنية.
اقتصاديون قالوا، إن "الموصل ستتحول إلى مركز تجاري، بسبب موقعها الجغرافي المميز، حيث ستستقبل رحلات من مختلف الدول، وتكون معبراً جوياً بين مختلف الدول، وتسهم بربط أوروبا في اسيا".
الخبير بالشأن الاقتصادي، سالم حسين أكد لموقع "المحايد"، أن "الواقع الاقتصادي لمحافظة نينوى سيتغير ويجعلها من أبرز المدن الجميلة في العراق، إذ سيسهم اكتمال مطارها بتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة، وكذلك يحقق أرباحاً هائلة حين يفتتح رسمياً".
حسين أشار إلى أن "الجدية بإكمال مطار الموصل، وإعمار بقية المدن في المحافظة سيشجع المستثمرين على الدخول إليها من أجل تحقيق ما يريدون".