المحايد/ ملفات:
لم تعد الاغتيالات في العراق تطال الناشطين والمحتجين فقط، بل وصلت إلى جهاز المخابرات الوطني، وآخرها عملية اغتيال العقيد نبراس فرمان، الذي كان عضواً محورياً في الجهاز.
العقيد فرمان، ساهم في اختراق خلايا تنظيم داعش الإرهابية، ووصل إلى مجموعات من الجريمة المنظمة، وكان مصدراً مهماً للجنة مكافحة الفساد، وفقاً لما أفاد به مصدر أمني.
المصدر أبلغ موقع "المحايد"، أن "التحقيق ما زال مستمراً لمعرفة الجهة التي أقدمت على اغتيال العقيد فرمان، الذي قُتل داخل سيارته بعد تلقيه عدة رصاصات".
وتم اغتيال العقيد بعد خروجه من منزله في منطقة البلديات، بعد ما أُطلق النار عليه من مركبة نوع "بيك اب"، بحسب ما قال الناطق باسم القائد العام، اللواء يحيى رسول، الذي أشار إلى أن "جهاز المخابرات سيصل إلى الجناة ويقدمهم للعدالة".
وأصدر جهاز المخابرات الوطني بعد عملية اغتيال فرمان، بياناً قال فيه، إن العملية "محاولة يائسة لثني الجهاز عن أداء واجبه الوطني"، مؤكدا أن فرمان كان له "الدور الأبرز في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة على امتداد سنوات خدمته".
وأكد الجهاز، أن "دم الشهيد سيكون مناراً للاقتصاص من القتلة المجرمين الذين يحاولون سلب ارادة الدولة واضعاف همة ابنائها"، مضيفاً: "نعاهد الشعب العراقي بأن هذه الجرائم لا تزيد ابنائكم في الجهاز الا اصرارا على المضي قدماً في ملاحقة اعداء العراق حتى تحقيق النصر الناجز".
وشغل العقيد فرمان، منصب مدير مكتب الرصافة في جهاز المخابرات، وكان مسؤولا عن نشاطات المراقبة في جانب الرصافة من بغداد، وتسلّم مسؤولية رئاسة الفرق الاستخبارية المشتركة التي تعمل في جانب الرصافة، بحسب ما قال أحد المصادر الأمنية لـ "المحايد".
ويضيف المصدر، أن "فرمان كان المسؤول عن الأمن والاستخبارات في جانب الرصافة، الذي يحتوي على مناطق كبيرة ومعقدة، والذي يمثل أكبر من نصف بغداد سكانا ومساحة".
ويعيش في هذا الجانب من العاصمة أكثر من 6 ملايين مواطن، بحسب وزارة التخطيط العراقية، كما إن مساحتها أكبر من مساحة الكرخ، الذي يقابلها على نهر دجلة.
وأشار المصدر إلى أن "فرمان له سجل رائع في اختراق المنظمات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة وجمع المعلومات عن الجهات المسلحة".
وربط بعض المراقبين للشأن السياسي، عملية اغتيال العقيد فرمان باعتقال قائد عمليات الأنبار للحشد الشعبي، قاسم مصلح، وأشاروا إلى أنها تعد محاولة لجر الحكومة إلى الصدام المسلح.
ويأتي مقتل العقيد فرمان بعد حملة تحريض استمرت عدة أشهر من قبل منصات إعلامية موالية لإيران، اعتبرت من خلالها عناصر الجهاز تابعين لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وأنه مخترق من قبل جهات دولية.
والعقيد فرمان ليس الضحية الأولى للاغتيالات، حيث حدثت عملية اغتيال قبل نحو ثلاثة أشهر، استهدفت ضابطا آخر من جهاز المخابرات، وبرتبة عقيد أيضا في منطقة المنصور.
وعقب عملية الاغتيال التي حدثت، دعت الأوساط السياسية إلى عقد جلسة برلمانية لمناقشة ملف الاغتيالات التي تطال الناشطين ورجال الأمن، خصوصاً مع قرب انتخابات تشرين، التي تتطلب تأميناً واسعاً لحياة المواطنين، الناخبين والمرشحين.