المحايد
بينما تدق الدفوف في التجمعات الصوفية داخل العراق، ويهز أتباع الطريقة الكسنزانية برؤوسهم وأجسادهم، فإن العائلة المتزعمة لهذه الطريقة الدينية تزداد ثراء وفساداً يومياً بعد يوم، فنهرو عبد الكريم وأخوته ملاس وغاندي، يحاولون الإبقاء على الثراء الفاحش الذي يتمتعون به بعد أن ضحكوا على الآلاف من المواطنين بحجة "تقريبهم إلى الله"، لكنهم تحولوا إلى أوراق لعب وضغط على القوى السياسية والدينية في العراق.
استطاع نهرو عبد الكريم، الزعيم الحالي للطريقة الكسنزانية، الوصول إلى سلطة ما بعد 2003، بفضل وجود اتباعه منتشرين في عدد من محافظات العراق، كما أنه استغل قربه من بعض القادة السياسيين في تحقيق غاياته، وتحويل كل الدولة إلى وسيلة ترفيه له ولعائلته.
في العام 2015، أصدر القضاء العراقي الأحد مذكرة توقيف بحق وزير التجارة الاسبق ملاس محمد عبد الكريم وشقيقه نهرو عبد الكريم لاتهامات تتعلق بمنحه عقود تجهيز بصورة مباشرة دون مناقصات كانت تجهز عبر شقيقه المقيم في العاصمة الأردنية عمان.
ومنذ سيطرتهم على وزارة التجارة حولوا العائلة الكسنزانية، موارد الدولة إلى تمويل مباشر لجماعات مسلحة شكلوها غالبتهم من العرب والكرد السنة، ليتقووا بها على من يحاول لي ذراعهم في المناطق التي يسيطرون عليها في محافظات ديالى وكركوك والسليمانية وحتى الأنبار.
عرف على العائلة الكنسنزانية ثرائهم الفاشح، وحبهم للملذات، وما أن تمكن نهرو من الوصول إلى زعامة المليشيا الكنسنزانية وارتقائه سلم الزعامة الروحية بعد وفاة والده المقرب من عزت الدوري محمد عبد الكريم، اعجب بفنانة سورية شهيرة وتزوجها وأجبرها على الرضوخ له وترك الفن، طمعا بجمالها.
ولم يكتف نهرو وأشقائه، بدور الوزراء الفاسدين في الحكومات المتعاقبة فقد مدوا شبكاتهم في مختلف وزارات ومؤسسات الدولة، ليتم قبل أيام كشف مدير تقاعد الانبار متلبساً بالفساد، وهو أحد رجالات نهرو عبد الكريم، الذي جنده لابتلاع صندوق تقاعد الانبار، وما أن وصلت له السلطات القضائية والأمنية، وبدلاً من أن يرضخ للقضاء، جاء باتباعه من كل مكان ليتظاهروا في الانبار تحت يافطة (دعم رئيس الوزراء لمكافحة الفساد)، ليتبرأ أمام الإعلام من مسؤوله المنحط الذي نهب مقدرات الدولة.
حيث أعلنت هيئة النزاهة، تنفيذ أمر إلقاء القبض بحق مدير تقاعد محافظة الأنبار أنس ياسين، الذي يعد بمثابة الصندوق الاسود لعائلة "نهرو عبد الكريم"، وبذلك فإن حلقة من سلسلة فساد زعامة الكسنزانية قد كشفت في العراق، وليواري نهرو واخوتهم الفضيحة، أخرجوا المرتزقة التابعين لهم ليتظاهروا في الانبار بحجة دعم الفساد وكأنها "رسالة توسل إلى السوداني بأن لا يفضحهم أكثر من اللازم".