المحايد / البصرة
لم تمضِ أيام طويلة، حتى ظهرت الشمس على "النعامات"، التي وضعت رأسها في التراب بعد تهديم مسجد السراجي التأريخي في محافظة البصرة، لكنَّها حاولت خلق "بلبلة" في الأنبار تحقيقاً لأهداف سياسية.
قبل أقل من أسبوعين، جاءت جماعة الطريقة الكسنزانية الصوفية بتوجيه من قائدها نهرو، إلى الأنبار، بحجة مكافحة الفساد، لكن هدم المنارة وسكوتهم عنها، أظهر زيَّف ما يدّعون به، وفق ما يرى مختصون بالشأن السياسي.
ويعود تأريخ المنارة لأكثر من ثلاثة قرون، وانتقد ديوان الوقف السني هدمها، إلا أن رئيسه في البصرة، محمد الملا، كان حاضراً لحظة التهديم، ووافق على ما تفعله الحكومة المحلية في المحافظة.
وتساءل السياسي العراقي ظافر العاني، السبت، عن غياب موقف الكسنزانيين، إزاء هدم منارة جامع السراجي التاريخية في البصرة.
وذكر العاني في تغريدة على تويتر، أن "الجماعة الدينية التي جمعت مريديها من مختلف المحافظات إلى الأنبار من أجل قضية سياسية، أما كان حرياً بهم أن يتظاهروا ولو بأعداد قليلة من أجل هدم جامع السراجي".
وفي وقت سابق من اليوم، قال محافظ البصرة أسعد العيداني إن رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي خوّل إدارة المحافظة بهدم منارة جامع السراجي التي يعود تاريخها إلى 3 قرون.
وذكر العيداني لمجموعة من رجال الدين والوجهاء السنة وكذلك خلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء وتابعهما أن إدارة البصرة خاطبت هيئة الآثار والتراث في المحافظة قبل سنة ونصف من أجل تفكيك منارة مسجد السراجي لإعادة بناء المسجد "بشكل حديث يليق بالمصلين" لكن دون الحصول على جواب.
وأضاف أن رئيس دائرة الوقف السني في المحافظة محمد الملا كان حاضراً في لحظة هدم المنارة ولم يعترض، ولاحقاً صرّح بمعارضته وأعلن مقاضاة إدارة المحافطة.
وانتقد محافظ البصرة ما وصفه بـ"إثارة النعرات الطائفية" عبر هذا الموضوع، مشيراً إلى بناء 10 مساجد للسنة في البصرة خلال العامين الماضيين وإعمار كنسية واحدة.