المحايد
تواجه المدن المحررة لا سيما الأنبار منها، مفترق طرق لتحقيق نهضة شاملة على جميع المستويات، وإحداث نقلة نوعية في واقع الخدمات المقدمة للمواطنين، أو التراجع إلى الوراء وإعادة السيناريوهات الماضية التي كان نتاجها الدمار والخراب الذي حل على تلك المناطق وسكانها.
مفترق الطرق الذي تشهده المناطق السنية بعد تحريرها من تنظيم داعش، يتجلى في تحسين واقعها، وخدمة أهلها وتلبية متطلباتهم عبر الاستماع إلى احتياجاتهم وتحقيقها بما يليق بالمواطنين.
وخلال المدة الماضية، شهدت محافظة الأنبار حملات إعمار كبيرة جعلتها نموذجاً للمنطقة الغربية التي تستهد لاستثمار الفرص وتنفيذ مشاريع حيوية، هدفها إحداث نقلة نوعية في واقع تلك المدن.
هذه الفرص تحدث رئيس مجلس النواب، وزعيم تقدم محمد الحلبوسي، حيث قال إن "الفرص الاستثمارية معروضة أمام المستثمرين والشركات، لاستخراج الغاز من حقل عكاز وباقي الحقول النفطية في المنطقة الغربية".
وأضاف أن "استخراج الغاز من حقل عكاز سيكون ثروة وطنية وسيوفر فرص عمل كبيرة للشباب والطاقة الكافية لتشغيل الطاقة الكهربائية، خصوصا وأن المناطق الغربية مناطق زراعية وتحتاج إلى طاقة كهربائية مدعومة من الدولة".
وبفعل وجود عدد كبير من الثروات في الأنبار فإن المحافظة مقبلة على ثورة من فرص العمل لسكانها وشبابها، وقد تزيد على ذلك لاستقطاب أيادي عاملة من خارج المحافظة، بعد تشغيل الأيادي العاملة بالأنبار.
وإذا ما تم استثمار الغاز في حقل عكاز، فإن المحافظة سيتحول واقعها إلى الأفضل اقتصادياً، فضلاً عن توفر الكهرباء لساعات طوال في المحافظة، من دون أي انقطاع، وهي ستغني عن استيراد الغاز من إيران.
ووفقاً للمعطيات، فإن الأنبار ستكون من أولى المحافظات التي تنطلق بتحسين الواقع الاقتصادي للبلد بشكل عام، عبر استثمار الغاز، والموارد الطبيعية فيها، من خلال شخصيات يشهد لها الجميع بالنجاح.
إلى ديالى، إذ تستعد هذه المحافظة كما المحافظات الأخرى، لانتخابات محلية، تعيد عمل مجالس المحافظات بعد توقفها بسبب قرار تعطيل ثم إلغاء مجالس المحافظات استجابة لمطالب تظاهرات تشرين عام 2019.
وعانت محافظة ديالى، إهمالا كبيرا على مستوى الخدمات ولأمن، خصوصا بعد سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء كبيرة من المحافظة، فيما لا تزال المحافظة لم تأخذ استحقاقها وتعاني من نقص حاد على مستوى الخدمات والاحتياجات الأخرى.
ورأى رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، إن ديالى تعد بوابة للعراق وتحتاج إلى اهتمام مركزي واضح، فيما أشار إلى أن تخصيصات الموازنة للمحافظة "غير كافية".
وقال الحلبوسي، في مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى ديالى الأسبوع الماضي، إن "ديالى تحتاج إلى اهتمام مركزي واضح، وتحتاج إلى تخصيصات، وكان هناك دور للحكومة والبرلمان عبر تخصيصات الموازنة، ولكن هذا الأمر غير كافٍ، بسبب حجم الضرر في المحافظة".
وعبر الرئيس الحلبوسي عن عدم ارتياحه للوضع الصحي في ديالى قائلا: "لايمكن أن تعمل المحافظة بمستشفيات تعمل من سبعينات القرن الماضي"، مبينا أن "هذا يتطلب رؤية نيابية وحكومية واضحة لتوفير التخصيصات اللازمة لتطوير القطاع الصحي".
وتعاني المحافظة من أزمات مخالفة ابرزها ما تعانيه في القطاع الصحي، كما أشار رئيس البرلمان في ذلك، حيث هناك مستشفى بدء العمل بها من عام 2009 ولم ينجز لغاية الان وهو المستشفى التركي اوالاسترالي.
ويعد المستشفى مشروعا مهنها للمحافظة لكونه يسع 400 سرير مع مراكز طبية متطورة، فيما تلكئ العمل به لاسباب كثيرة منها فساد وعدم جدية الشركة المنفذة في تنفيذ المشروع الذي يمثل امل لاهالي ديالى منذ قرابة 15 سنة اذا اخر مستشفى تم بناءه في ديالى قبل قرابة نصف قران من الان.
وبهذا الشأن وعد رئيس البرلمان المحافظة قائلاً: "ستكون من أولوياتنا، وسننتظر ورود الجداول الجديدة العام القادم، سنتداول مع السلطة التنفيذية لمنحها أهمية قصوى، وإعطائها مساحة أكبر بالتخصيصات المالية".
من جانب آخر تشهد محافظة ديالى بين فترة واخرى نزاعات وازمات تاخذ بعد طائفي خاصة مع سعي الجماعات المسلحة استهداف مناطق مختلطة، لخلط الأوراق و، في محاولة لاعادة المحافظة الى الصراع الطائفي كما حدث في مجزرة الرشاد والجيايلة وغيرها خلال الاشهر الماضية، فيما رفض رئيس البرلمان “أي تدخل يحاول أن يزعزع نسيج المحافظة، كون مجتمع ديالى متجانس ومتعايش".
ويضيف أن "المحافظة ساهمت في استقرار العراق في السنوات السابقة، وحينما طالتها المشاكل زعزعت أمن البلاد، ولا نتمنى أن تعود الأمر لما كانت عليه في السابق ويجب أن نشد على أيدي بعضنا بعضا بهذا الشأن".
وعبرت أوساط سياسية عن ثقتها بالرئيس الحلبوسي، في اثنت على زيارته المهمة للاطلاع على واقع المحافظة واحتياجاتها.
وترى عضو البرلمان عن المحافظة أسماء كمبش أن "زيارة الحلبوسي إلى ديالى مهمة جدا كونه شخصية وطنية لايختلف عليها احد، وله ادوار مهمة في دعم الكثير من القضايا المهمة ونرى بانه زيارته ستؤدي الى نتائج ايجابية في ابعاد مختلفة"٠
من جانبه يؤكد النائب نورس العيسى، أن " زيارة الحلبوسي تحمل في مضمونها العام دعم لكل ملفات ديالى فهو على اطلاع كامل بكل التحديات التي تواجه المحافظة، لذا فأن الزيارة نرى فيها نقطة هامة لتعزيز مفهوم الاستقرار".
إلى ذلك يقول قائممقام قضاء بعقوبة عبدالله الحيالي، إن "الحلبوسي شخصية وطنية ووجوده في ديالى سيعزز ملفات حيوية وهامة عدة ابرزها الاعمار والمصالحة الوطنية وخلق استقرار اكبر، بالإضافة إلى رغبة أهالي المحافظة لديهم رغبة أن يتولى الحلبوسي ديالى لاعادة تجربة الاعمار التي قدمها في الانبار".