المحايد/ ملفات
لا يعرف العراقيون متى تخف جبهات الصراع المشتعلة في مختلف الأصعدة، بينما تفجر القوى السياسية المختلفة الجو العام، بمختلف التصريحات والمواقف، مع قرب الانتخابات، تحاول جهات أخرى استخدام حرب الطائرات المسيرة والتهديدات وضرب مواقع دبلوماسية وعسكرية، لإثبات وجودها وابتزاز الدولة علناً.
في المقابل، تسعى جهات متنفذة تمكنت من مسك زمام السلطة منذ 18 عاماً، على وضع العراق "دائرة واحدة" تابعة للجارة الشرقية ايران، ولا تخشى تلك الجهات والأحزاب من التصريح بذلك علناً ومحاول ’’تخوين’’ أي ارادة لدمج العراق مجدداً في محيطة الإقليمي والدولي.
وتبدي بعض الاحزاب السياسية رفضها اجراء مراقبة دولية على الانتخابات في العراق، وبشكل مستمر تخرج البيانات تلو البيانات لرفض أي دعوة عراقية أو موقف دولي للاشتراك بمراقبة الانتخابات المبكرة المؤمل إجراؤها في العاشر من أكتوبر المقبل.
بغداد تريد العودة للعاموخلال الأسابيع الماضية، شهد العراق حراكاً دبلوماسياً مكثفاً من خلال زيارات سفراء ووزراء خارجيّات ومسؤولين دبلوماسيين من دول مختلفة، ربما أبرزها زيارة وزير الخارجية الدنماركي جبي كوفود، الذي افتتح خلالها سفارة بلاده في بغداد بعد نحو 30 عاماً على إغلاقها.
وبحسب قرير السنوي الاداء الحكومي، بما يخص ملف العلاقات الدبلوماسية، الذي أكد أن "العراق افتتح خلال عام واحد أهم سلسلة علاقات خارجية مع الإقليم والعالم".
وبين التقرير الحكومي أن العراق شهد "اتساعاً لمستوى العلاقات والتمثيل الدبلوماسي مع شركاء العراق وأصدقائه".
وتمت تسمية واعتماد سفراء عراقيين مقيمين وغير مقيمين وسفراء بالتسمية وقناصل عامين في (21) دولة من العالم، كما منح العراق موافقات لسفراء من (12) دولة عربية وأجنبية، و(8) بمستوى قائم بالأعمال، و(21) ملحقاً عسكرياً، و(7) بمستوى قنصل، حسب التقرير.
وأضاف "جرت الموافقة على افتتاح القنصلية العامة في مدينة كوانجو الصينية لخدمة الجالية العراقية في مقاطعة كواندونغ ومصالح العراق مع الصين، بالإضافة إلى افتتاح السفارة الفنلندية في بغداد، وافتتاح القنصلية الفخرية الفنلندية في الموصل".
وبلغت نسبة الإنجاز في ملف الحراك الدبلوماسي العراقي، "أكثر من 78% والباقي قيد الإنجاز".
ايران وحلفاؤها متضررون
يقول غيث كامل، الباحث في الشأن السياسي العراقي أن "الاستعراضات العسكرية التي حدث لفصائل وميليشيات تقف وراؤها أحزاب وفصائل وزعامات سياسية تريد من العراق ان يبقى لدول معينة، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً ودينياً ايضاً".
ويشير إن "الحراك الدبلوماسي العراقي وخطواته الأخيرة لإيجاد منافذ اقتصادية جديدة له في المحيط العربي والدولي، سيؤدي إلى تضرر المصالح الإيرانية التي تعتبر العراق سوقاً استهلاكياً تابعاً لها".
ويتابع:أن "كل تحركات الميليشيات والفصائل المسلحة التابعة للأحزاب تأتي من أجل ابتزاز الدولة العراقية، وخطف بغداد عاصمة العرب التاريخية من المحيط العربي، وفعل أي شيء من منع انسجام المجتمع العراقي مع المجتمع العربي سياسياً واقتصادياً وثقافيا كما كان في السابق، وهو ما يقف وراء دعوات المتطرفين لهدم تمثال ابو جعفر المنصور، أو غيرها من الدعوات الدينية المتطرفة كدعوات بعض الاجندات المشبوهة إلى هدم قبر أبو حنيفة النعمان".وفي لقاء سابق جمع بين رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، أكد الأول أن "سياسة الانفتاح التي يتبناها العراق على محيطه الإقليمي والدولي تهدف لبناء علاقات متوازنة داعمة لجهود تخفيف التوترات والأزمات".
وأضاف أن "العراق المقتدر والمستقل ذا السيادة، يُمثل مصلحة مشتركة لكل المنطقة، وعاملاً أساسياً في تعزيز استقرارها ومرتكزاً لمنظومة عمل تقوم على قضايا الأمن المشترك والاقتصاد وحماية البيئة وفرص التنمية المتبادلة، التي تعود بالمصلحة لبلدان كل المنطقة وشعوبها".
وقال صالح، إن "بلدان المنطقة تواجه تحديات عدة وينبغي العمل والتنسيق المشترك والتزام الحوار لتجاوز الخلافات والاختلالات التي تكتنفها، والتعاون على إنهاء النزاعات والصراعات ومواجهة التحديات الاقتصادية والصحية القائمة، في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وسيادة الدول".