المحايد- ملفات
تعيش كردستان حالة من الترقب الحذر، مع تصاعد مواقف قيادات الحشد الشعبي وبقية الفصائل المسلحة من التمدد التركي داخل الاراضي العراقية، حيث يخشى الكرد من أن تتواجد قوات موالية لإيران وغير مسيطر عليها بشكل كامل من قبل الدولة داخل أراضي الإقليم.
وداخل كردستان، هناك آراء عدة، حول الحيلولة دون إعطاء دور للحشد في مواجهة التوغل التركي الحاصل داخل الأراضي العراقية والذي بدأ يدخل مرحلة جديدة خلال العمليات العسكرية التي يجريها الجيش التركي في عمق محافظة دهوك.
ومنذ أشهر تنفذ القوات العسكرية التركية بمختلف صنوفها، الجيش عمليات تقول انقرة أنها تجري ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق حدودية شمال العراق، في وقت تؤكد فيه بغداد انها تجري تحركاً دبلوماسياً حول "الاعتداءات التركية المتكررة على الأراضي العراقية".
ورغم مرور مدة طويلة على إعلان اتفاق سنجار بين بغداد وأربيل، والذي يقضي بإخراج كل القوات العسكرية من القضاء عدا القوات الاتحادية، لكن الاتفاق لم يطبق بشكل كامل حتى الآن لأسباب سياسية وأمنية داخلية وخارجية.
وبينما يضغط كردستان لتطبيقه كونه يخشى تمدداً أكبر للحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني الذي نفذ عمليات عدة ضد قوات البيشمركة اسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، تصر بعض الفصائل المسلحة وقوات ايزيد خان التابعة لهيأة الحشد الشعبي على البقاء داخل سنجار.
وحالياً، تتواجد قوات البيشمركة في شمال قضاء سنجار، بينما تتمركز قوات الجيش والشرطة الاتحادية في جنوب القضاء.
وعلى البادية مع سوريا تتمركز ألوية الحشد الشعبي والفصائل المسلحة، التي تتقاسم مناطق عدة، وعلى جبل سنجار تتمركز وحدات إيزيدية مسلحة تابعة بشكل غير مباشر لحزب العمال الكردستاني لكنهم يتقاضون رواتب كعناصر تابعين لفصائل الحشد.
وعلى الأرض، تبدو الأمور متوترة سياسياً وأمنياً بين ايران وتركيا، وهو ما يجعل الشارع الكردي متخوف من تمدد فصائل الحشد الشعبي بغطاء سياسي ووصوله إلى أراضي داخل إقليم كردستان بحجة مواجهة التوغل التركي الحاصل.
يقول الناشط الكردي سردار مصطفى، "يتابع الشارع الكردي ما يصدر من قبل ايران وتركيا حول التوغل العسكري داخل مناطق اقليم كردستان، وايضاً الحديث حالياً حول زيادة أعداد مقاتلي الحشد الشعبي في مناطق كردستان الحدودية بأمر من القيادات التي توالي النظام الإيراني".
ويتابع: "في كل مرة تخرج قيادات سياسية وعسكرية تابعة للحشد الشعبي، تقول أن فصائل الحشد مستعدة لمواجهة التمدد التركي في محافظات كردستان، والجميع يعرف أن الإقليم سوف لن يقبل ابداً بوجود فصائل مسلحة متمردة على الدولة قريبة من أراضي الإقليم، بحجة مواجهة الجيش التركي".
ويضيف مصطفى عن إلى أن التخوف الكردي من تحرك الفصائل المسلحة واحتكاكها بقوات البيشمركة التي لها سوابق كثيرة مع "المواطنين الكرد يعرفون جيداً مدى ارتباط الحشد بسياسة ايران الخارجية، فحين رفضت إيران بشكل علني دخول قواتها داخل الاراضي العراقية، أطلق زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، تهديداته لأنقرة، وقوله انه مستعد لحمل السلاح ضد القوات التركية".
وأوضح "الشارع الكردي ينظر إلى هذه الدعوات بأنها محاولات لتبرير توسع الفصائل المسلحة داخل اراضي محافظات نينوى وفي المناطق المتنازع عليها خصوصا في ظل بقاء اتفاق سنجار (حرب على ورق)، مع ملاحظة أن هناك ثلاثة آلوية جديدة من الحشد قدمت إلى سنجار، بتبريرات عدة".
وحذر الناشط الكردي من أن "الأمور بين الفصائل المسلحة قوات البيشمركة تصل إلى أبعد من محاولة ايقاف توسع نفوذهم، وحينها سوف يكون الإقليم وبغداد في واقع صعب جداً".
وفي السياق ذاته، توعدت فصائل مسلحة متعددة ومن بينها حركة النجباء التي يتزعمها أكرم الكعبي، توعدت القوات التركي بمقاومتها والرد عليها في المناطق الحدودية شمالي العراق.