المحايد/ ملفات
بدأت مدينتا العزيزية والناصرية كأولى المدن العراقية بالاحتجاج على تردي واقع الكهرباء، مع ارتفاع درجات الحرارة والنقص الحاد بساعات التجهيز.
أولى مدن العراق شهد خروج عدد من المتظاهرين، هي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، حيث
خرج العشرات من الأهالي في تظاهرة احتجاجاً على تردي واقع الكهرباء.
مصدر محلي في ذي قار أفاد للمحايد بأن "أهالي مدينة الناصرية قد أقدموا على قطع جسرين وسط المدينة، للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء".
ويضيف ان عددا من المحتجين قاموا صباح اليوم الثلاثاء، بقطع جسري النصر والزيتون الحيويين وسط الناصرية.
ويشير إلى أن "المحتجين أحرقوا إطارات السيارات لقطع الجسرين، في حين استنفرت القوات الأمنية عناصرها بالقرب من الجسرين".
وتشهد محافظة ذي قار تظاهرات بشكل مستمر في كافة مناطقها، للمطالبة بتحسين الواقع المعيشي في المحافظة، وتقديم الخدمات منها الكهرباء والماء، والتعيينات في الدوائر الحكومية لأبناء المحافظة.
قضاء العزيزية في واسط شهد خروج العشرات من الأهالي في تظاهرة احتجاجا على انعدام الطاقة الكهربائية.
التظاهرات التي شهدتها العزيزية، بسبب تردي واقع الكهرباء أعقبتها حملات اعتقال ليلية طالت عدداً من المحتجين.
وبحسب مصدر في المحافظة، قال ان "الأجهزة الأمنية نفذت حملة اعتقالات ليلية طالت محتجين على واقع الكهرباء في قضاء العزيزية بمحافظة واسط".
ويضيف ان "حملة اعتقالات ليلية نفذتها قوات امنية في قضاء العزيزية، بعد تظاهرات نظمها عدد من المواطنين من القضاء للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء".
وتأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع ارتفاع الحرارة التي تجاوزت 45 درجة مئوية، وتراجع ساعات التجهيز
وبداية العام الحالي، انطلقت احتجاجات غاضبة في ناحية الوحدة ببغداد بسبب تردي واقع تجهيز الكهرباء، وتطورت إلى صدامات بين المحتجين والقوات الأمنية الأمر الذي أدّى إلى سقوط قتيل و9 جرحى، ما أدى إلى توتر الأجواء وخروج مئات المواطنين إلى الشوارع وأقدموا على قطع عدد من الطرق الرئيسة.
وأشعل المتظاهرون إطارات وأقدم آخرون على رمي الحجارة على قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي لتفريق المحتجين، إلا أنها فشلت في ذلك، حتى فجر يوم السبت، وقد انسحب المتظاهرون متوعدين بالعودة مرة أخرى في حال لم تتمكن الحكومة من توفير الكهرباء للناحية.
وكثيرا ما مثّلت أزمة الكهرباء المُزمنة في العراق وعجز حكوماته المتعاقبة منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن عن تجاوزها رغم أنّ البلد من كبار منتجي ومصدّري النفط في العالم، نموذجا عن الفشل في إدارة موارد الدولة وتجييرها لخدمة المجتمع وتلبية حاجاته الأساسية، وانعكاسا لمدى تغلغل الفساد في مؤسسات الدولة.
وتزداد معاناة العراقيين في الصيف بسبب ضعف تجهيز الطاقة الكهربائية والانقطاعات المتكررة، ولذلك أصبح من المعتاد أن ينطلق الشارع العراقي كلّ صيف في التعبير عن الغضب من سوء الخدمات والمطالبة بتحسينها، ليتّسع مداه ويشمل سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على وجه العموم، وصولا إلى رفع شعارات مناوئة للعملية السياسية برمّتها وللنظام القائم.
وتتسبّب رداءة خدمة التزويد بالكهرباء بمعاناة كبيرة لسكان العراق الذي كثيرا ما تتجاوز فيه درجات الحرارة صيفا نصف درجة الغليان، وتؤثّر بشكل مباشر على نشاطهم الاقتصادي وأعمالهم التجارية وترفع كلفتها بفعل اللجوء إلى استخدام المولّدات لتبريد المحلات وحفظ السلع. كما تؤثّر على الخدمات العامة مثل خدمات الصحّة.
وتظلّ أزمة الكهرباء في العراق حاملة لمفارقة صادمة وعنوانا للفساد والهدر وسوء إدارة الموارد، إذ ليس من المعقول بإجماع المراقبين أن يعاني بلد بمثل هذا الثراء بالنفط من أزمة الطاقة.
ولم تشهد شبكة إنتاج ونقل الكهرباء في العراق منذ سنة 2003 أي تطوّر يذكر، ما اضطرّ حكومات بغداد للاستيراد من الخارج وتحديدا من إيران، سواء للكهرباء أو للغاز المستعمل في توليدها رغم أن العراق يهدر كميّات ضخمة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط وذلك بحرقه بدل معالجته واستخدامه.