أفادت تقارير إعلامية، اليوم الجمعة (16 أيار 2025)، بأن السلطات اللبنانية اعتقلت محمد هادي صالح، وهو مداح لبناني معروف بعلاقاته الوثيقة مع حزب الله، بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".
وأشارت وسائل إعلام مقربة من جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني إلى أن الاعتقال جرى بعد تحقيقات أظهرت تبادله رسائل إلكترونية مع عنصر مجهول من الموساد، مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 23 ألف دولار.
وكانت الأنباء الأولى حول اعتقال صالح قد ظهرت في أوائل مايو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن وسائل إعلام مقربة من حزب الله، مثل موقع "نصرنیوز"، نفت حينها صحة هذه الاتهامات، ونقلت عن عائلته أن القضية تتعلق بـ«خلاف مالي» وأنه ضحية عملية احتيال.
لكن يوم الجمعة، نشرت مصادر متعددة صوراً لمراسلات بريدية مسرّبة بين محمد هادي صالح وعميل إسرائيلي، مما عزز الشكوك حول تورطه في قضية تجسس خطيرة.
من جانبها، نقلت وكالة أنباء "دانشجو" الإيرانية عن مصادر خاصة تأكيدها أن صالح تعاون مع الموساد مقابل المال، ويُشتبه بمشاركته في عمليات أدت إلى مقتل عدد من المواطنين اللبنانيين، وربما لعب دوراً في تحديد مواقع تابعة للمقاومة اللبنانية تم استهدافها لاحقاً.
وبحسب نفس المصدر، فقد بدأت القضية بادعاء جنائي متعلق بالحصول على أموال بطرق غير قانونية، لكن التحقيقات المالية كشفت عن صلاته بالاستخبارات الإسرائيلية، ما أدى إلى توجيه تهم أمنية بحقه.
وتأتي هذه القضية في ظل توترات إقليمية متصاعدة بين إسرائيل وحزب الله، وسط عمليات أمنية متبادلة وتكثيف النشاط الاستخباراتي في الساحة اللبنانية، خصوصاً بعد اغتيالات غامضة طالت قيادات بارزة في حزب الله خلال الأشهر الأخيرة، كان آخرها القيادي "حسن بدير" الذي أثيرت تكهنات حول صلة اعتقال صالح بمقتله، رغم عدم وجود تأكيد رسمي حتى الآن.
وتعتبر هذه الحادثة من أخطر الاختراقات الأمنية داخل البيئة الحزبية لحزب الله في السنوات الأخيرة، لما تحمله من دلالات تتعلق باستهداف مباشر للمنظومة الأمنية للحزب، ونجاح الاستخبارات الإسرائيلية في تجنيد عناصر من داخل بيئة المقاومة.