المحايد/ ملفات
قبيل انطلاق الحملة الرسمية، يستخدم بعض المرشحين دعايات "مضحكة" للتعبير عن برامجهم الانتخابية ومحاولة إقناع المواطنين بالمشاركة والتصويت لهم.
وفي في كل موسم انتخابي تتجدد وسائل وطرق لجذب الناخبين العراقيين وإقناعهم بالتصويت لهم، مقابل امتيازات بسيطة لا تعدو أن تكون ذات طابع شخصي ومناطقي في أكثر الحالات.
وتنوعت تلك الأساليب الانتخابية التي يحذو إليها المرشحون، ما بين الخطاب الطائفي، وبين تبني المرشحين لحملات خدمية للمناطق، أو يسعى البعض منهم إلى إقامة ولائم طعام كبيرة أو توزيع بعض الهدايا العينية البسيطة كأغطية النوم أو الملابس أو قدور للطبخ.
وفي حوادث متفرقة قام أحد المرشحين قبل عدة سنوات بتوزيع قدور طبخ للمواكب الدينية، فيما قام آخر بتوزيع أغطية النوم وعباءات نسائية، كما قام مرشحون آخرون بتوزيع الأرصدة حتى يوم الانتخابات لكل من ينتخبهم.
ولم يترك المرشحون في كل انتخابات طريقة إلا وضعوا أنفسهم فيها للترويج عن أنفسهم، وهذا ما نجده في كل انتخابات، حيث تتحول الدواوين والمضايف إلى مناسبات باذخة في إقامة الولائم على شرف المرشح، كما يقول عبيد.
لكن هذه المرة، فقد بدأت حملات الدعاية بشكل مغاير بحسب ما رصده مدونون عراقيون، إذ بدأت صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بتغيير أسمائها من صفحات للترفيه أو الإعلانات إلى صفحات تحمل أسماء مرشحين لشخصيات جديدة.
ودعا ذلك الأمر بعض المدونين وبعض الصفحات الفاعلة إلى رصد تلك الظاهرة عبر إطلاق وسم هاشتاغ “شفتك سمير”، وهو وسم ساخر يهدف إلى تعريف المواطنين بمحتوى تلك الصفحات وكيف تحولت لتثير بذلك الرأي العام.
ويرى الباحث الاجتماعي، عدي الشبيب، أن الديمقراطية في العراق هي شيء شكلي يمارس في المجتمع العراقي، ولهذا يعتبرون قضايا المغانم والولائم هي الأهم؛ لأنها مغروسة في ثقافتهم الاجتماعية أكثر من مفهوم الديمقراطية ونتائجها أو تمثيل الناس في البرلمان.
وفي أول بوادر رفض الدعايات الانتخابية المبكرة، شهدت محافظة بابل فوضى واعتداء على تجمع انتخابي قبل أسابيع، بعد أن اقتحمه عدد من المتظاهرين، وقاموا بالتخريب والاشتباك مع منظميه بالكراسي، مما أدى إلى هروب الجمهور.
ويخشى عدد كبير من الأحزاب حدوث مشاكل خلال الانتخابات المقبلة، بسبب مخاوفهم من عدم وجود بيئة آمنة لإطلاق الدعاية الانتخابية، وما يقوم به بعض المرشحين يكاد يكون مجرد تجمعات بسيطة وفي أماكن مغلقة، عكس ما كان يحصل سابقا من تجمعات في أماكن مفتوحة بحضور آلاف من المواطنين.