المحايد/ ملفات
يشهد العراق تراجعاً حاداً في تجهيز الطاقة، حيث سجلت البلاد ليلة الجمعة انقطاعاً تاماً للمنظومة، يأتي ذلك تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة وفي عموم العراق.
تلك الأزمة التي أطاحت بوزير الكهرباء ومدير الشركة العامة لنقل الطاقة في الفرات الأوسط ومسؤولين في الوزارة بتوجيه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وبدأت شرارة الاحتجاجات تشتعل في الجنوب، بعد تظاهرة ليلية بمحافظة ميسان سقط فيها متظاهر وعدد من الجرحى جراء استخدام الرصاص الحي من قبل القوات الأمنية.
ما حدث في ميسان قد يدفع محافظات الوسط والجنوب إلى الخروج بتظاهرات جديدة رداً على استشهاد احد المتظاهرين واستمرار أزمة الكهرباء.
وأفاد ناشطون مدنيون، بأن متظاهراً سقط ضحية برصاص القوات الأمنية فيما أُصيب آخرون ليل بعد خروج العشرات إلى الشوارع في محافظتي ميسان والبصرة بتوفير الطاقة الكهربائية.
وذكر الناشطون أن المتظاهر سيد صلاح قُتل، وأُصيب آخرون عندما فتحت القوات الأمنية النيران صوب مجموعة من الأشخاص خرجوا محتجين بسبب انقطاع الكهرباء في قلعة صالح بمحافظة ميسان.
والتدهور الكبير في واقع الكهرباء الذي يشهده العراق ترافق مع توقف الجانب الإيراني عن تزويد العراق بالكهرباء والغاز بسبب تخلف الجانب العراقي عن سداد الديون المتراكمة عليه والتي تقدر بمليارات الدولارات، حسبما تحدثت تقارير عديدة.
وانهارات منظومة شبكة الكهرباء الوطنية بالكامل في جميع محافظات العراق عدا مدن إقليم كردستان، لكن ما زاد غضب العراقيين هو التبريرات التي تصدر من الحكومة والوزارات الخدمية المعنية بما حصل من انطفاء تام للطاقة وصفه عراقيون بأنه "أخرج البلاد من الحضارة بفضل الأحزاب التابعة لدول الجوار".
وتصدر وسم #ماكو_كهرباء قائمة الترند العراقية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ليعبر العراقيون بطرق غاضبة وساخرة عن سخطهم من جراء ما حدث من انهيار غير مسبوق لمنظومة الطاقة الكهربائية.
وذكرت مصادر خاصة أن "عارضاً فنياً طرأ على الشبكة الوطنية منذ ساعات الفجر، تسبب بانفصال جميع محطات التوليد، لينقطع التيار الكهربائي بشكل تام عن محافظات بغداد وذي قار والبصرة والمثنى وميسان لتحلق بركبها محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك".
وقرر الكاظمي يوم أمس خلال زيارته إلى روما، ونتيجة لما تعرضت له منظومة الطاقة الكهربائية خلال الساعات الماضية ولضمان معالجة سريعة، وبعد متابعته شخصيا مع المسؤولين التنفيذيين في وزارة الكهرباء والوزارات الاخرى، قرر ما يأتي:
تشكل خلية أزمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد والمحافظات برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية كل من وزارات الكهرباء والنفط والمالية والداخلية والأمين العام لمجلس الوزراء ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ورئيس جهاز الامن الوطني وسكرتير الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات.
ثانيا/ تتولى الخلية المهمات الاتية :
١. اتخاذ الاجراءات الفورية اللازمة لزيادة ساعات توفير الطاقة الكهربائية في بغداد والمحافظات بما يلبي حاجة المجتمع والاقتصاد العراقي.
٢. التوفير الطارئ لجميع اشكال الدعم المالي والفني واللوجستي والامني لوزارة الكهرباء.
٣.اشراك الحكومات المحلية في مجالي الانتاج والتوزيع.
٤. ازالة التجاوزات على منظومة الطاقة الكهربائية ومصادرة الأدوات والمعدات المستخدمة.
٥. تحميل المتجاوزين اجور قطع التيار الكهربائي والكلف الناجمة عن ذلك وتحريك الشكاوى الجزائية بحقهم.
٦. تسريع الاجراءات العملية لدعم وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة في مختلف المجالات وتوطين صناعتها وكذلك تنظيم دخول القطاع الخاص للاستثمار في مجال الطاقة بالشكل الذي يرفع مستوى تزويد الطاقة مع ضمان الكفاءة والجدوى الاقتصادية.
ثالثا/ تكون الخلية في حالة انعقاد دائم خلال شهري تموز وأب، و باجتماعات متواصلة فيما عدا الشهرين المذكورين وتتخذ قراراتها بالاغلبية.
وفي بيان ثان صادر عن مكتبه وجه الكاظمي وزارة النفط بزيادة حصة الوقود للمولدات الاهلية.
من جهتها أعلنت وزارة الكهرباء في بيان أن ملاكاتها تمكنت من اعادة منظومة الكهرباء الوطنية بوقت قياسي الى الخدمة بعد ان تعرضت الى التوقف التام فجر اليوم الجمعة .
وقالت الوزارة ان جميع الملاكات تعمل منذ حادث توقف المنظومة على اعادة تشغيل الوحدات التوليدية في عموم محطات إنتاج الطاقة الكهربائية للعودة الى الانتاج الذي وصلت اليه المنظومة مساء امس الخميس والبالغ (١٨٥٠٠) ميغاواط، رغم الاستهدافات الارهابية والتخريبية التي تعرضت وتتعرض لها خطوط نقل الطاقة الكهربائية..
وناشدت الوزارة الجهات الامنية وشيوخ العشائر والمواطنين للتعاون معها للتدخل والابلاغ عن اي تحركات مريبة تحدث بالقرب من خطوط وابراج نقل الطاقة الكهربائية.
وبينت الوزارة ان هناك استهدافات مبرمج ومتواصلة لخطوط نقل الطاقة الكهربائية طيلة الايام الماضية، مع ارتفاع درجات الحرارة، ادت الى عدم استقرار منظومة الطاقة، ما نجم عنه انفصال خطي نقل الطاقة الكهربائية الضغط الفائق (مسيب حرارية - مسيب غازية) (١ و٢)، فجر هذا اليوم الجمعة والذي توقفت بسببه منظومة الطاقة.
وتابع البيان أنه في الوقت الذي تستنفر وزارة الكهرباء ملاكاتها لاعادة تشغيل الوحدات التوليدية، تعرض خط نقل الطاقة الكهربائية الضغط العالي (١٣٢ ك.ف)، (القدس - ماء الكرخ) في الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم الجمعة الى تفجير بعبوات ناسفة وضعت تحت عدد من ابراجه، بهدف فصله واخراجه عن العمل لزيادة معاناة المواطنين، وعلى الفور توجهت الملاكات الهندسية والفنية الى موقع الحادث برفقة القوات الامنية وباشرت باعمال الصيانة.
ووجه الكاظمي باقالة مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ الفرات الأوسط وكالة، وتوجيه عقوبة التوبيخ له وذلك لإهماله في أداء أعماله وواجباته، ما تسبب بسقوط خطوط نقل الطاقة (400 kv)، وحدوث إطفاء التيار الكهربائي في عموم المحافظات.
ووقال بيان حكومي رسمي ان "الكاظمي وجه أيضا باتخاذ اجراءات بحق مسؤولين آخرين في الوزارة بسبب تقصيرهم في عملهم والمهام الموكلة إليهم، وفتح تحقيق بحالات التقصير والاهمال في بعض مفاصل الوزارة التي أدت الى تراجع تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية و فاقمت من معاناتهم، على الرغم من التوجيهات المستمرة لرئيس مجلس الوزراء للمسؤولين والعاملين في وزارة الكهرباء، بأهمية العمل الجاد وبذل اقصى الجهود والاستعداد الجيد لفصل الصيف، والتخفيف من معاناة المواطنين".