المحايد/ بغداد
يشهد العراق تزايد أعداد المطاعم السورية وخصوصاً في مدن بغداد والإقليم، اللتان تتمتعان بكثرة المطاعم وارتفاع عدد روادها.
وحين تسير في شوارع بغداد اليوم لا بد أن تثير انتباهك لافتات تحمل عناوين سوريا والشام وحلب وبردى وغيرها، بشكل لم يكن مألوفا قبل عامين بهذا الحجم، فقد زادت أعداد المطاعم السورية في بغداد وكثر مرتادوها من العراقيين
وتشهد هذه المطاعم زحاما شديدا في العادة، وهي منتشرة في مناطق عدة من بغداد، لكن لمناطق الأعظمية والمنصور والكرادة الحصة الكبرى منها، ويعمل فيها سوريون وعراقيون أيضا ممن أتقنوا صناعة الطعام على الطريقة السورية.
وتنفق هذه المطاعم كثيرا من الأموال على ديكورها الخارجي، وتحرص على توفير أجواء مريحة وهادئة بداخلها، وهو ما يزيد من حجم الإقبال عليها محليا.
وتعد مشكلة الإقامات وتجديدها عائقا كبيرا أمام بعض السوريين الذين يعملون في هذه المطاعم، فبعضهم قد انتهت المدة القانونية لإقاماتهم ولا يوجد قانون ينظم هذا الأمر.
أما الذي يتأخر في تجديد إقامته فيطالب بدفع مبلغ 500 ألف دينار، أي ما يعادل 400 دولار تقريبا قبل ارتفاع قيمة الدولار الأخيرة.
أما في كردستان فتشهد هذه المطاعم إقبالا واسعا من مختلف الشرائح.
وأسهمت هذه الظاهرة في إغناء التنوع في المدن الكردية العراقية، إذ أتاحت مزيدا من الخيارات أمام المستهلكين، وفي الوقت نفسه تطلعهم على ثقافات مطبخية مغايرة عما ألفوه.
وحتى قبل سنوات قليلة كان حضور المطاعم السورية في كردستان العراق قليلا جدا يكاد لا يذكر، لكنها الآن بالعشرات على صعيد كل مدينة.
واللافت في الأمر هو تركيز أصحاب هذه المطاعم على إطلاق مسميات مشتقة من اسم الشام عليها، في محاولة لجذب انتباه الزبائن وضمان استقطابهم،
ويحظى المطبخ الشامي بمعناه الواسع ولا سيما اللبناني والسوري منه، بسمعة طيبة في كردستان والعراق عامة، والذي يتميز عن نظيره العراقي بتنوع أكبر.
ويشرح مالك أحمد وهو أحد الشباب السوريين العاملين في أحد هذه المطاعم في مدينة السليمانية: "عاما بعد عام يزداد اقبال الناس على هذا النوع من المطاعم، التي تشتهر بوجباتها الخفيفة السريعة كساندويتشات الشاورما والفلافل، والبروستد وهو الكنتاكي على الطريقة الشامية، وغير ذلك من وجبات".
ويضيف: "زبائننا من كل فئات المجتمع ومن كل الشرائح، حتى أن السياح والأجانب العاملين هنا يقبلون على هذه المطاعم أيضا، فضلا عن سكان المدينة وأهاليها، حيث يرتادها الأثرياء ومتوسطو الحال ومحدودو الدخل، كون الأسعار لدينا رخيصة ومعقولة مقارنة بالمطاعم الأخرى، خاصة تلك التي توصف بالراقية ".
أما شاخوان، وهو أحد أبناء السليمانية المعتادين على ارتياد المطاعم السورية في المدينة، فيقول :"مثلي هناك المئات والآلاف هنا من عشاق المطبخ السوري، فرغم تعرفنا الحديث نسبيا عليه، لكن بالفعل فإن الطعام المعد وفق الوصفات الشامية وخاصة السورية، طعام شهي ومختلف ويمتاز بخصوصية لا أعرف كيف أشرحها لكم".
ويضيف :"الأكل بالنسبة لي متعة، وهذه المطاعم توفرها لي بلا حدود، ويبقى المهم هو أن المطاعم السورية أضافت تنوعا كبيرا، ووفرت مساحة جديدة في سوق المطاعم هنا في إقليم كردستان أمامنا".
واللافت في سلسلة هذه المطاعم السورية في إقليم كردستان العراق هو صغر حجمها، حيث بالكاد تتسع لطاولتين أو 3، ولا غرابة في الأمر كونها تعتمد بالدرجة الأساسية على طلبات التوصيل للمنازل.