المحايد/ رياضة
لم يتبقَ سوى شهرين على بدء مرحلة الحسم النهائية للوصول إلى كأس العالم 2022 في قطر، حين تنطلق مباريات العراق في شهر أيلول المقبل، لكن المنتخب الوطني بقيَ من دون مدرب في مرحلة حرجة، بسبب عدم منح مستحقات مدرب المنتخب، السلوفيني سريتشكو كاتانيتش.
كاتانيتش كان قد ظهر في شريط مصور قبل يومين، أعلن من خلاله انتهاء مسيرته مع أسود الرافدين، وأنه انهى عقده مع الاتحاد العراقي لكرة القدم، بسبب خلافه مع اللجنة التطبيعية المكلفة بإدارة شؤون الكرة العراقية.
وكشف أنه لم يتسلم راتبه الشهري لأكثر من 6 أشهر متتالية، وهو ما دفعه لإلغاء التعاقد من طرف واحد، بسبب عدم التزام اللجنة التطبيعية معه، ليتقدم المدرب السلوفيني بشكوى لدى الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" على خلفية أزمته الأخيرة مع الهيئة التطبيعية للاتحاد العراقي، وعدم حصوله على مستحقاته.
وكان الاتحاد العراقي قد كشف في وقت سابق، أنه حدد الأسبوع الحالي للبت بشكل نهائي في مصير المدرب كاتانيتش، قبل أن يعلن المدرب بنفسه فسخ التعاقد من طرف واحد.
ووضعت قرعة تصفيات كأس العالم 2022 في مرحلتها النهائية عن قارة آسيا أوقعت المنتخب العراقي ضمن المجموعة الأولى التي تضم الإمارات وإيران وكوريا الجنوبية وسوريا ولبنان، وتنطلق مباريات المنتخب العراقي في شهر أيلول المقبل.
وقال مصدر مقرب من الهيئة التطبيعية لـ "المحايد"، إن "الهيئة ستتجه إلى التعاقد مع مدرب محلي، بشكل مؤقت، رغم ظهور أسماء مدربين أجنبيين، لكنهم قد لا يوافقون على تدريب منتخب العراق، بسبب الموقف الأخير مع كاتانيتش، وهو ما يدفعهم إلى الخوف من التعاقد مع المنتخب الوطني".
ويضيف المصدر، أن "الهيئة التطبيعية ستحاول إقناع أحد المدربين المحليين، وقد يكون باسم قاسم، أو مدرب آخر مرشحاً لتولي مهمة تدريب أسود الرافدين، قبل موقعة الحسم في شهر أيلول المقبل".
ويوضح عمار عباس، وهو محلل رياضي، أن "العراق لا يمكن له أن يتأهل إلى نهائيات كأس العالم، بسبب عدم استقرار الفريق مع مدرب، والفترة المتبقية لن تكفي لأن ينسجم الفريق العراقي مع المدرب الجديد في كيفية اللعب".
وأشار عباس في حديثه لـ "المحايد" إلى أن "المنتخب سيقع في أزمة، واللاعبين محبطون بشكل كبير، بسبب المشاكل التي تقع بين الهيئة التطبيعية والمدربين وكذلك اللاعبين، خصوصاً بعد ما تحدث كاتانيتش عقب مباراة إيران، عن أن الجميع في العراق يريد إبراز عضلاته".
وكان كاتانيتش قد قال في المؤتمر الصحفي بعد مباراة إيران: «مبارك لمنتخب إيران الفوز بعد تسجيل هدف وحيد والتأهل، لقد حصلوا على فرصة وحيدة بالشوط الأول وسجلوا منها هدفاً، وهذه هي جودة الفرق القوية، وللأسف دائماً نستقبل أهدافاً من أخطاء".
وتابع: «أريد أن أبارك للاعبين التأهل للمرحلة النهائية.. تأهلنا بهذا الفريق المتاح، علي عدنان لم يلعب منذ سبعة أشهر، صفاء هادي لم يلعب منذ عام، ميمي وبشار رسن لم يلعبا منذ شهر، واللاعبون المحليون الذين اشتركوا بدوري ابطال آسيا كانوا محبطين أيضاً، ولهذا أنا سعيد بخطف ٦ نقاط، واليوم بهذه الظروف لعبنا ضد ثاني افضل فريق في آسيا، ولكن بصراحة هذا لن يكون كافياً بالمرحلة النهائية وأنا صادق بذلك، ستكون المهمة صعبة".
وتابع قائلاً: «في العراق الجميع يريد أن يبرز عضلاته، فما حصل بين الأندية والاتحاد أمر مؤثر، أحد الأندية أرجع 9 لاعبين من المنتخب بطريقة غير مسبوقة، حقاً قصتي مع المنتخب العراقي جميلة ومضحكة بالوقت نفسه، وسأكتب كتاباً عنها، صدقني سأكتب كتاباً عنها".
وكان نادي الشرطة قد سحب 9 لاعبين من المنتخب العراقي، لأجل خوض مباراته في بطولة الكأس العراقية قبل يومين من معسكر المنتخب الوطني التدريبي، حين أُجريت مباراتان وديتيان قبل لقاء المنتخب الإيراني، وهو الأمر الذي أثر سلباً على أداء المنتخب الوطني في مواجهة نظيره الإيراني.
من جانب آخر، تعرض كاتانيتش الى هجوم لاذع من قبل الشارع الرياضي بعد الأداء غير المقنع لمنتخب العراق أمام إيران، حيث طالب بعض الإعلاميين ورواد منصات التواصل الاجتماعي بإقالته على الفور والبحث عن مدرب أفضل.
كما تعرض لاعبو منتخب العراق إلى انتقادات واسعة، وكان حارس المرمى وقائد المنتخب العراقي جلال حسن هو الناجي الوحيد من تلك الانتقادات بعد أن أبعد الكثير من الكرات الخطرة عن مرماه.
وسيبقى المنتخب العراقي في أزمته ولا ينهض منها حتى الخروج من التصفيات، لكي يبحث عن مدرب أفضل للمنتخب الوطني، حسب ما يرى مختصون بالشأن الرياضي حين أشاروا إلى أن المدرب الأجنبي هو الأفضل لقيادة المنتخب الوطني، شرط أن يبقى معهم فترة طويلة لكي ينسجمون اللاعبون والمدرب.
والأزمة التي حدثت مع كاتانيتش، ليست هي الأولى، حيث حدثت أزمة في وقت سابق بين الاتحاد العراقي لكرة القدم، والمدرب البرازيلي زيكو، حين خرج من تدريب المنتخب دون منحه مستحقاته.