المحايد/ ملفات
بعد انتهاء الحرب في عام 2017، وعقب الإعلان عن تحرير الموصل من عصابات داعش الإرهابية، ما زالت عمليات البحث عن الجثث التي هي تحت أنقاض البنايات المُفجّرة والمُهدّمة، لتُكتشف من خلالها جثث جديدة، الأمر الذي ينذر بوجود العديد من الجثث تحت أنقاض البنايات.
وكلفّت عمليات تحرير العراق من داعش الإرهابي، استشهاد آلاف المواطنين العراقيين، بينهم مدنيون وعسكريون، راحوا ضحية الحرب التي تسببت بها جهات قد تكون إقليمية ودولية ومحلية، وتسببوا بدخول عصابات التنظيم الإرهابي إلى العراق.
وأدت الحرب إلى دمار البنى التحتية في المناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش، ما تسببت بنزوح مئات العوائل من مناطقها إلى مناطق أخرى أكثر أماناً، من بينها مناطق في كردستان، ومناطق في جنوبي العراق، أما بعض العوائل لم تستطع الهروب من داعش الإرهابي، ليقعوا ضحية عنفهم الإرهابي.
وعلى الرغم من مرور أربع سنوات على استعادة المدينة، فإن تقارير العثور على جثث المدنيين تحت أنقاض المنازل والمباني ما زالت متواصلة، وخاصة في المدينة القديمة على الساحل الأيمن لنهر دجلة، التي شهدت دمارا واسعا طال أكثر من 80 بالمائة من منازلها.
ويوم السبت، عثرت فرق الدفاع المدني، خلال عملية رفع أنقاض مبنى بمنطقة الميدان في الموصل القديمة، على 4 جثث جديدة تعود لامرأة وطفل وشابين، كانت عبارة عن عظام وملابس فقط، قضوا تحت سقف منزلهم.
وقالت مصادر في شرطة نينوى، إنه "تم تحديدهم من خلال الملابس وطول عظم الساق والجمجمة، وعظام الحوض، وتم تسليم الجثث إلى دائرة الطب العدلي لأخذ عينات "دي أن أي" (DNA.
ووفقا لضابط في شرطة الموصل، فإن عدد الضحايا الذين تم العثور عليهم "يرفع الرقم إلى 9 خلال أسبوعين، إذ تم العثور على خمسة آخرين في مناطق متفرقة من الموصل أيضا، وجميعهم مدنيون قضوا تحت سقوف منازلهم".
وكشف الضابط عن "توجه لعدم الإعلان دوما عن الجثث التي يعثر عليها بأوامر من قيادة الشرطة في محافظة نينوى"، مرجحا وجود مئات الجثث الأخرى في حال تم رفع ما لا يقل عن ألفي بناية، أغلبها سكنية، ما زالت لم ترفع رغم مرور كل هذه السنوات".
ووسط هذه العمليات، يقول أحد المواطنين من الموصل، إن "جهود رفع البنايات المهدمة لم تكن بالمستوى المطلوب، ما ينذر بوجود مئات الجثث تحت أنقاض البنايات المهدمة".
وعن إمكانية رفع المباني بجهود ذاتية، أشار المواطن إلى أن "رفع الأنقاض يتطلب موافقة من الحكومة، خوفاً من وجود متفجرات في البناية المهدمة، وقد تتسبب عملية رفع الأنقاض بانفجارات تودي بحياة مَن يرفع الأنقاض".
أما مصطفى حامد، وهو مراقب للشأنين الأمني والسياسي في العراق، فقد أشار إلى "وجود منظمات دولية محلية حاولت التدخل في ملف جثث ضحايا الموصل إلى أن الحكومة الاتحادية منعتها".
ويشير حامد في حديثه لـ "المحايد" إلى أن "رفع الأنقاض قد يفجر ثورة غضب لدى العراقيين الذين تراكمت عندهم الأزمات، بسبب الجثث التي تظهر تحت أنقاض البنايات، بعد مرور أربعة أعوام على تحرير الموصل".
وكان مرصد "أفاد"، المعني بالقضايا الحقوقية والإنسانية في العراق، نشر تقريرا ميدانيا، قال فيه إن "فريق الرصد الخاص بالمرصد جمع الشهادات وأدلة تؤكد أن ما بين 700 إلى ألف جثة لمدنيين ما زالت تحت الأنقاض إلى غاية الآن، وهي الجثث المعلومة، لكن قد يرتفع العدد إلى الضعفين في حال رفع أنقاض المنازل والمباني الأخرى".
وبيّن المرصد أن "المدينة القديمة في الموصل تحتوي على أكبر عدد من جثث الضحايا، وكثير منهم عوائل كاملة قتلت في منازلها بفعل القصف الجوي والصاروخي الذي شهدته الموصل خلال معارك طرد تنظيم داعش".