المحايد/ العراق
لم تسهم حالة الاستنفار التي أعلنتها الأجهزة الأمنية العراقية بكافة صنوفها وتشكيلاتها، في إيقاف مسلسل استهداف أبراج ومحطات نقل الطاقة الكهربائية، وبينما تستمر أبراج الكهرباء بالسقوط واحداً تلو الآخر، يلف الظلام منازل العراقيين من الشمال حتى أقصى الجنوب.
قرارات صارمة
ولم تمض أكثر من 24 ساعة على إصدار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قرارات حازمة لمعاجلة أزمة الكهرباء، قبل عودته من العاصمة الإيطالية روما، بعد انهيار المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية فجر الجمعة الماضية، حتى فُجرت محطات وأبراج جديدة، وقصفت بالصواريخ المحطة الحرارية التي افتتحها الكاظمي قبل أيام في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد.
وقبل أن يختتم جولته الأوروبية التي بدأها في العاصمة الفرنسية باريس وأثناء تواجده في العاصمة الإيطالية روما حين ضج العراقيون بما حدث فجر الجمعة، وجَّه الكاظمي، بإقالة ومعاقبة مسؤولين في وزارة الكهرباء بسبب التقصير والإهمال، في وقت قدم فيه وزير الكهرباء ماجد حنتوش استقالته من منصبه.
كما وجه الكاظمي، بفتح تحقيق بحالات التقصير والإهمال في مفاصل وزارة الكهرباء، معلناً ايضاً تشكل خلية أزمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد والمحافظات برئاسته، وعضوية كل من وزارات الكهرباء والنفط والمالية والداخلية والأمين العام لمجلس الوزراء ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ورئيس جهاز الأمن الوطني وسكرتير الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات.
الرد على القرارات
وبعد ساعات من عودة الكاظمي إلى بغداد، أعلنت وزارة الكهرباء، السبت 4 تموز/ يوليو، استهداف خط نقل الطاقة الكهربائية (حديثة-قائم) بعبوات ناسفة".
وقالت الوزارة في بيان، إن "مسلسل تفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائية لم يقتصر على المناطق الشمالية فقط بل أخذ يتوسع ليشمل المحافظات الغربية من العراق، هدفه تعطيل عجلة مشاريع وزارة الكهرباء وفصل محافظات العراق عن بعض وحرمان المواطنين من التيار الكهربائي رغم ارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت".
وأشارت إلى أن خط نقل الطاقة الكهربائية الضغط الفائق (حديثة-قائم) أحد خطوط الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الوسطى تعرض إلى تفجير بعبوات ناسفة أدت الى تضرر البرجين (٨٦،٨٥) في منطقة الفحيمي بقضاء حديثة التابع لمحافظة الأنبار".
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، البدء بالإجراءات الخاصة للحد من استهداف أبراج الطاقة.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إن قيادة العمليات المشتركة فتحت غرفة عمليات مع وزارة الكهرباء، وبإشراك جميع القوات الأمنية من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وشرطة الطاقة.
وأضاف أن القوات الأمنية بدأت بتنفيذ الخطط من خلال القيام بإشراك الطائرات المسيّرة، وطائرات القوة الجوية وطيران الجيش العراقي، مبيناً أنه تم تحديد وتشخيص الأبراج والمناطق التي تم استهدافها.
اجتماع طارئ
وترأس الكاظمي عقب القرارات التي أصدرها اجتماعاً طارئاً للمحافظين، وأعلن عن اتخاذ عدة قرارات لمعالجة أوضاع الطاقة الكهربائية في البلد.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان، أن "الكاظمي، ترأس اجتماعاً طارئاً ضم المحافظين، وحضره الوزراء والمسؤولون أعضاء خلية الأزمة المختصة بمعالجة أوضاع الطاقة الكهربائية".
وقدم الكاظمي، بحسب البيان، "شرحاً لأبعاد الأزمة وجذورها المرتبطة بسنوات من الإهمال والسياسات الخاطئة والحلول الترقيعية، التي يدفع المواطن اليوم ثمنها من نقص في ساعات التجهيز وتذبذب في الخدمة".
وأضاف، "هناك من وضع العراق في زاوية حرجة أمام استحقاقات شعبه، وإننا لا نتكلم بمنطق الدعاية الانتخابية، فهذه مسؤولية تأريخية وأخلاقية، ويجب أن نصارح شعبنا بعد أن عجزت الحكومات المتعاقبة عن مصارحته لسبب أو لآخر"، مبيناً أن "الجميع يتحملون هذه المسؤولية، حكومات وسياسيين".
ولفت البيان، إلى أن الاجتماع خرج بجملة مقررات أهمها:
- قيام الهيئة التنسيقية للمحافظات بإعادة احتساب حصص المحافظات من الطاقة الكهربائية المنتجة، وفق معيارية تعتمد على: (تعداد سكّان المحافظة، ودرجات حرارة الجو، والرطوبة النسبية، والنشاط الصناعي والتجاري والحكومي والسياحي، والتأثير البيئي)، وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء والأمانة العامة لمجلس الوزراء.
- التزام المحافظات بالحصص التي تحدد لكل منها، وقيام قيادات الشرطة والمحافظين بحماية المنشآت الكهربائية والعاملين فيها وتخصيص مفارز خاصة.
- كذلك قيام وزارة النفط بتوفير الدعم اللازم لمادة الوقود لأصحاب المولدات الأهلية وللأشهر الثلاثة المقبلة، على أن تولي قيادة العمليات المشتركة حماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية وتخصص قوة خاصة لهذه المهام.
حصيلة الاستهدافات
وأعلنت خلية الإعلام الحكومي، إحصائية بضحايا استهداف ابراج الطاقة التي شهدها العراق مؤخراً.
وقالت الخلية في بيان، "تعرضت الخطوط الرئيسة لنقل الطاقة الكهربائية لهجمات إرهابية ممنهجة خلال الأيام العشرة الماضية، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، أسفرت هذه الهجمات التي نفذت عبر إطلاق الصواريخ وزرع العبوات الناسفة واستخدام الأسلحة القناصة لاستهداف أسلاك الطاقة، عن استشهاد سبعة وإصابة أحد عشر آخرين من الملاكات الهندسية والفنية، وتدمير 61 خطاً رئيساً، آخرها استهدف الخطوط الناقلة بين أربيل ومخمور قبل قليل".
وأشار البيان إلى أن تلك الهجمات أسهمت في "انعدام تجهيز الطاقة الكهربائية لعموم البلاد، فضلاً عن حدوث حالات تجاوزات على الشبكة الوطنية والمحطات في المناطق الجنوبية".