المحايد- ملفات يعتبر محللون سياسيون ومختصون عراقيون محاولات الحشد الشعبي إدراج تاريخه في المناهج الدراسية "خطراً" على الأمن والسلم الاجتماعي في العراق، مطالبين بترسيخ قيم التعايش والتسامح والانتماء للوطن في نفوس الطلبة والتلاميذ.
وكان النائب عن كتلة "الصادقون" البرلمانية حسن سالم، خاطب الاثنين (12 يوليو)، وزارة التربية لتضمين المناهج الدراسية فتوى "الجهاد الكفائي"، التي أصدرها المرجع الشيعي علي السيستاني عام 2014 وتأسس بموجبها الحشد الشعبي، بالإضافة لقصص معارك وعمليات الحشد.
وأضاف سالم في تغريدة على تويتر، أن الهدف "تخليد قصص وملاحم البطولة على مر الأجيال كونه جزءاً مهماً من تاريخ العراق"، وشملت التغريدة صورة للكتاب الذي خاطب به وزارة التربية.
من جهته، يحذر المحلل السياسي مكي النزال، من "تعمق الشرخ بين مكونات الشعب العراقي فيما إذا تمكنت هذه المليشيات من إدراج تاريخها ضمن المناهج الدراسية".
"تثير هذه المحاولات حفيظة عموم المواطنين، وتؤدي إلى تفاقم الشدّ الطائفي؛ فهذا التاريخ يؤثر على نفسية المواطن".
وتتبع كتلة "الصادقون" مليشيا عصائب أهل الحق، التي تنضوي مع 70 فصيلا آخر في هيئة الحشد الشعبي.
في نفس السياق، يعتبر المحلل السياسي علي البيدر، أن محاولات الفصائل المسلحة لإدراج تاريخها في المناهج الدراسية "سيشجع أطرافاً مسلحة أخرى على المطالبة بإدراج تاريخها أيضاً، الأمر الذي سيؤدي للمزيد من العوز وفرض الإرادات الضيقة".
ويضيف البيدر، أن "إقحام التلاميذ والطلبة في هكذا مواضيع لا شك سيعمل على زيادة التطرف وزيادة معدلات العنف لديهم، وزجهم بالأمور القتالية في وقت هم بحاجة إلى إبعادهم عنها، وتقديم رعاية خاصة لهم، وتزويدهم بمعلومات متعلقة بتاريخ العراق الغني بالحضارات وتاريخ القوميات التي ينبغي أن تدرس لترسيخ التعايش السلمي بين أطياف البلد".
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية قاسم حسين صالح، يرى أن أحد أهم أهداف المناهج الدراسية، وتحديداً مادة التاريخ "أن يلتقط الجيل عبرة من الأخطاء التي ارتكبها آباؤه وأجداده كي لا يعيش الكوارث والفواجع التي عاشها الآباء والأجداد".
"ويعد العراق البلد الوحيد في العالم المعاصر الذي شهد حروباً كارثية على مدى 41 عاماً، نجم عنها شيوع أسباب العدوان والعنف المتمثلة في القمع السياسي والتسلط، وردود فعل الذين طحنهم الفقر والبطالة"، يتابع صالح.
ويقول، إن "حال الأكثرية من المحرومين والمستضعفين، ناجم عن القهر والظلم الاجتماعي والشعور بالحيف، وضعف أو غياب العدالة والمساواة، والمحاصصة والطائفية واستفراد أحزاب السلطة بالسلطة والثروة، والهيمنة السياسية لدولة على أخرى".
ونتيجة ذلك "علينا أن نجنب الأجيال الجديدة أسباب العنف والعدوان التي أزهقت أرواح الملايين ودمرت وطنا ًيعد من أغنى عشرة بلدان في العالم، وعلينا التعامل مع الماضي في مناهجنا الدراسية بما يشيع قيم التسامح واحترام الحقوق والإقرار بالتنوع والتعددية وحق الاختلاف وقبول الآخر" حسبما يوضح صالح.
وفي ختام حديثه، يدعو إلى توكيل الأمر لتربويين مستقلين يتولون صياغة أحداث الماضي بما يمكّن التلاميذ وطلبة المدارس من التقاط الخبرة في بناء وطن جميل يمتلك كل المقومات لأن يعيش أهله برفاهية.