المحايد/ ملفات
ما زال موقف الفصائل المسلحة الحليفة لطهران غير واضح، فلم تصدر عنها غير بيانات وتصريحات استبقت المباحثات وأكدت فيها رفض ما وصفته بتصنيفات قوات قتالية وغير قتالية، معتبرة أن المطلب الأول هو خروج القوات الأجنبية من البلاد، بما فيها قوات التحالف الدولي وبعثة حلف شمال الأطلسي.
إلا أن تحالف الفتح، الذي يضم عدداً من الفصائل المسلحة، رحّب بالاتفاق بين العراق وامريكا، واصفاً إياه بالإنجاز الوطني، حين ذكر في بيان: "نرحب بما حققه المفاوض العراقي من إنجاز وطني بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام ، ونعدها خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة".
وأضاف التحالف: "نأمل من المسؤولين المعنيين في الدولة العراقية متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي، وكل الشكر والتقدير للمفاوض العراقي على هذا الإنجاز الوطني".
وبعد ساعات من الإعلان الحكومي عن الاتفاق بين واشنطن وبغداد بخصوص سحب القوات القتالية من البلاد في نهاية العام الحالي، وصل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد في زيارة غير معلنة، صباح اليوم الثلاثاء، بحسب مصادر سياسية.
وقالت المصادر، إن "قاآني وصل برفقة عدد محدود من مساعديه والتقى بشخصيات سياسية حليفة لطهران وقيادات بفصائل مسلحة، لمناقشة الاتفاق الأميركي مع حكومة مصطفى الكاظمي".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مطلعة أن قاآني بدأ بعقد لقاءات مع أطراف سياسية فور وصوله إلى بغداد.
في غضون ذلك، أكد مصدر مقرب من "كتائب حزب الله" وصول قاآني إلى بغداد، مشيراً إلى أن "الزيارة تهدف لتوحيد الموقف العام للقوى السياسية والفصائل بشأن التطورات الأخيرة المتعلقة بالوجود العسكري الأميركي في العراق".
وكان مكتب الكاظمي قد أعلن، في بيان وزّعه في ساعة متأخرة من ليلة أمس، عقب اجتماع الأخير بالرئيس الأميركي جو بايدن، أنهما "أكدا انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين إلى مهام الاستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية، و(الاتفاق على) عدم وجود القوات القتالية (الأميركية في العراق) بحلول يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول من العام الحالي، 2021"، بحسب نص البيان.
كذلك أشار البيان إلى تعهّد أميركي بدعم العراق في إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إضافة إلى تعهدات أميركية بدعم العراق في مجال الاستثمار وتوسعة نطاق الشركات الأميركية في هذا الإطار، ومساعدة العراق في مواجهة جائحة كورونا وتعزيز جهوده الصحية.
في الأثناء، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن زعيم مليشيا "جند الإمام"، عضو تحالف الفتح، أحمد الأسدي، قوله إن "تحويل القوات القتالية إلى مستشارين خديعة أميركية كبرى".
وأضاف أن "لجنة الأمن النيابية ستتابع أعداد القوات الأميركية وأماكن وجودها، والقوات الأميركية قتلت قادة النصر ولا يجب التعامل معها من منطلق عاطفي"، زاعماً أن "استقرار العراق يتحقق بخروج القوات الأميركية".
وتشير مصادر أخرى إلى أن "عناصر الفصائل ستواصل ضرب المقرات الأمريكية، لأنها رافضة بتحويل مهام من دون سحب القوات، رغم الإعلان عن سحبها حكومياً".
وتداولت منصات إعلامية مقربة من الفصائل المسلحة، تغريدة جو بايدن، التي خلت من التحدث عن سحب القوات القتالية، واكتفى بالحديث عن تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق.