المحايد/ بغداد
يتلقى أهالي مناطق شمالي العاصمة بغداد، تهماً متكررة بحق أبنائهم، باستنكار ورفض شديدين، مؤكدين أنهم "جزء من خارطة العاصمة"، مطالبين الحكومة المحلية والمركزية، بمنحهم دوراً أكبر في القرارات الأمنية والخدمية.
يقول يوسف الجنابي (65 عاماً)، وهو أحد شيوخ عشائر الشمال: "تم عزلنا عن القرارات المحلي الخدمي والأمني منذ اللحظة الأول لتغيير النظام والدخول في ما عرف حينها بـ(العراق الجديد)".
ويضيف الجنابي وهو مهندس متقاعد، أن "الحرب الأهلية اضاعت أمل تغيير الحال للأفضل، فهناك جهات ودول كبرى تعمل باستمرار على إبقاء العراق يعاني من الصراعات الطائفية والعنصرية والمذهبية، حتى تبقي على نفوذها باستغلال العاطفة الدينية وقلة الوعي السياسي".
ويتابع "منذ أول حكومة شكلت وهناك نظرة على أبنائنا بأنهم يتحملون ما يجري في البلاد، رغم أننا مثل أي مناطق أخرى تأثرت بالتغييرات السياسية والاجتماعية ونعاني من وجود ضعاف النفوس بيننا مثل باقي مناطق البلاد، التي تعرضت لنكبات كبيرة بسبب الإرهاب والحواضن المجتمعية له".
عاصي العزاوي، من وجهاء منطقة سبع البور في شمال بغداد، يقول: "نرفض التهم الجاهزة التي يطلقها البعض على أهالي شمالي بغداد، وتصويرها على أنها حواضن مستمرة للإرهاب والتطرف".
"نحن كنا ولا زلنا نعاني بفعل السياسات السابقة والحالية والمستقبلية، إذا بقي الوضع مثل ما عليه الآن"، يتابع العزاوي.
ويضيف "رغم أننا نشكل حزام بغداد، إلا أننا مهمشون بطريقة تجعلنا نشعر أننا لسنا جزءاً من العاصمة. لا أحد يسمع لممثلي مناطقنا، ولا تصل شكوانا إلى الجهات العليا المسؤولة عن الأمن والخدمات داخل مناطقنا".
ومن منطقة الحسينية الواقعة شمال بغداد، يقول عباس البهادلي المسؤول المحلي في بلدية الزهور: "منذ سنوات والحكومات تعدنا بمشاريع متعددة ولا يتم تنفيذها على أرض الواقع، لم يطلب أهالي مناطق شمال بغداد إلا بحقوقهم، لكنها لا تنفذ".
ويمضي "حين يخرج الشباب في تظاهرات للمطالبة بفرص العمل والخدمات وإنهاء وجود العصابات المسلحة، تتضرر مصالح بعض الجهات المتنفذة فيتم كيل الاتهامات للشباب المحتج".
"وقد حدث بالفعل هذا الأمر لمجاميع من شباب مناطق الحسينية وبوب الشام، وقرى الإصلاح والراشدية وغيرها، حيث اتهموا بأنهم مخربون وإرهابيون يريدون الفوضى، بعد أن أغلقوا الشارع الرئيس الرابط بين بغداد والمحافظات الشمالية، للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم"، يؤكد البهادلي.
ويوضح "منذ أول حكومة شكلت في العراق بعد التغيير عام 2003 والعشرات من المشاريع الخاصة بمناطق شمال العاصمة، تكتب على الورق فقط، بينما تذهب الأموال المخصصة لها والتي تقدر بالمليارات إلى جيوب حيتان الفساد من الأحزاب المتنفذة".
وعن واحد من المشاريع التي ينتظر سكان مناطق شمال بغداد إتمامه، أشار البهادلي إلى أن "وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، تعمل منذ سنوات على إتمام مراحل عمل مشروع ماء الزهور المركزي في العاصمة بغداد".
ويختم البهادلي حديثه قائلاً "نسبة إنجاز هذا المشروع بلغت 50%، رغم أن الخطة تفترض إتمامه قبل سنوات" ملقياً باللوم على "الفساد المستشري في الدوائر والمؤسسات الحكومية".