المحايد/ ملفات
مع اقتراب موعد الانتخابات المُحدد في العاشر من تشرين الأول المقبل، يشهد الوضع العام تعقيداً، بالتزامن مع إعلان عدد من الكتل السياسية مقاطعة الانتخابات، وعدم الخوض فيها، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية، تحذر من تأجيل إجرائها.
تحذير الولايات المتحدة جاء عبر السفير الأمريكي في بغداد، ماثيو تولر، حين أكد أن خيار التأجيل سيدخل البلاد في أزمة أكثر تعقيدا، بسبب أن الانتخابات كانت مطلباً أساسياً للشعب العراقي.
وقال تولر في مقابلة صحفية، إن "الانتخابات المبكرة كانت مطلبا أساسيا للشعب العراقي، ولهذا فإن العراق سوف يسير في مسار مقلق إلى حد كبير لو لم يتم الاستحقاق".
جاء ذلك بعدما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الأسبوع الماضي، وجود 130 مراقباً دولياً في عموم البلاد، من أجل مراقبة العملية الانتخابية وتقديم الدعم والمشورة الفنية.
كما كشفت المفوضية عن أن مكتب المساعدة الانتخابية التابع لبعثة الأمم المتّحدة في العراق (UNAMI) يعمل على إتمام الاستعدادات والتحضيرات المتعلّقة بمراقبة العملية الانتخابية.
يشار إلى أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق كانت قد أعلنت مطلع الشهر الجاري، أن يوم العاشر من شهر تشرين الأول المقبل سيكون موعداً حتمياً لإجراء الانتخابات، مشيرة إلى انطلاق توزيع بطاقات الناخبين البيومترية خلال أيام.
بدوره، أشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى أن هناك من يخشى من نتائج الانتخابات المبكرة في العراق، لافتاً إلى أن هؤلاء يحاولون إشاعة اليأس في نفوس المواطنين.
وأوضح الكاظمي، الأسبوع الماضي، أنه بالإرادة والصبر والحكمة والهدوء ستكون الطريقة للرد على الأصوات السلبية الصفراء التي لا تريد الخير للبلد، وترغب بصناعة اليأس وتحاول أن تشكك وتعرقل أي منجز تحققه الحكومة.
وتنذر مقاطعة المنسحبين من العملية الانتخابية المرتقبة، والمقرر إجراؤها في العاشر من تشرين الأول، بتأجيلها إلى موعد لاحق، لكن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أكدت استعدادها لإجراء عملية الاقتراع في الموعد المذكور، إلا أن انسحاب المقاطعين يظهر مخاوف تأجيلها.
ومع هذه الاستعدادات التي أعلنتها المفوضية، أشارت إلى عدم تلقيها طلبات رسمية من المنسحبين، إلا أن نائباً عن تحالف "سائرون"، التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين العراقي، مقتدى الصدر، كشف اليوم السبت، أنّ الأخير متمسك بقرار مقاطعة الانتخابات، الذي اتخذه في وقت سابق، معتبراً أن موعدها المقرر في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، غير مناسب، فيما رأى مسؤول أنّ إصرار الصدر على قراره يفتح الباب أمام احتمال التأجيل.
وشكلت الحكومة وعدد من القوى السياسية، أخيراً، لجنة خاصة للبحث مع القوى المقاطعة إمكانية عدولها عن قرارها، وقد بدأت اللجنة اتصالاتها ولقاءاتها مع تلك القوى.
ووسط انقسام سياسي بين مؤيد ومعارض لموعد الانتخابات، ومقاطعة قوى سياسية عراقية، أبرزها "التيار الصدري"، والحزب الشيوعي العراقي، وغيرها، قال النائب عن تحالف الصدر، محمد الغزي، إنّ "الصدر مصر على قراره، وإنّ القرار بالمقاطعة قطعي ولا رجعة فيه".
ورجّح "عدم نجاح الضغوط والوساطات التي تمارس على الصدر للعودة عن قراره، لكون القرار اتُّخذ بناءً على رؤية سياسية للوضع في البلاد"، مشيراً إلى "أنه لا يوجد أي تصحيح شهدته البلاد خلال المرحلة الحالية، ما يعني أن الانتخابات لن تحقق أي تغيير".