المحايد/ اجتماعيات
يتابع الناشط الأيزيدي نايف صبري وزوجته الناشطة منى خيرو، سير العمل في مشروع المطعم الصغير الذي أسساه في قضاء سنجار غرب الموصل، كمشروع خيري تذهب أرباحه لمساعدة الأطفال الذين لا معيل لهم ودعمهم لمواصلة التعليم.
ولم يتمتع الزوجان كغيرهم من العرسان بشراء الذهب ورحلة شهر عسل أو إقامة حفل زفاف، إذ تبرعا بهذه المصاريف لدعم الأطفال والشباب الذين لا معيل لهم في سنجار، عبر فتح مطعم صغير للأكلات السريعة، وفرا من خلاله فرصة عمل لشابين.
يقول صبري الذي يدير منظمة "سنرايز" غير الحكومية في سنجار، "تحرم الأوضاع المعيشية الصعبة، الكثير من الأطفال من مواصلة الدراسة، ولأننا نعيشها منذ عام 2014، ونعلم معاناة الناس، قررنا أن نستغل أي فرصة تتاح لنا من أجل مصلحة الأطفال، خاصة الأيتام منهم".
"وكان التبرع بمصاريف الزفاف فرصة جميلة تمكنّا من استغلالها لإنشاء المشروع، ونأمل أن يساهم في تغيير مستقبل عدد من العائلات"، يضيف صبري.
ويسعى مع زوجته إلى تشجيع الآخرين لاتخاذ خطوة مماثلة، من أجل توفير فرص عمل أكثر وتوسيع رقعة المساعدات لتشمل العائلات المتعففة.
ومازال الدمار ونقص الخدمات الرئيسة سيد الموقف في سنجار، حيث تعرض أكثر من 80% من مبانيها للدمار الكامل على يد داعش، الذي احتل المدينة نحو 15 شهراً بعد احتلاله الموصل عام 2014.
ويؤكد صبري أن "أهالي سنجار يعيشون أوضاعاً مأساوية"، داعياً النشطاء والمنظمات الإنسانية إلى الالتفات للمدينة والعمل من أجل استغلال كافة الفرص الممكنة لمساعدة الأهالي، وبناء ثقتهم ببعضهم وبأنفسهم.
وتشير إحصاءات رسمية صادرة عن إدارة سنجار، إلى أن 100 ألف نازح عادوا للمدنية رغم مرور ست سنوات على تحريرها من داعش، أي ما يعادل 20%من العدد الكلي للسكان فقط.
من جانبها تقول خيرو "واجهنا عوائق مجتمعية من الأهل والأصدقاء لأنهم كانوا ينتظرون تنظيم حفل زفاف في قاعة والمشاركة في فرحتنا، كما واجهنا صعوبة في شرح فكرتنا للناس الذين كانوا يقولون لي لماذا لم تطلبي من عريسك المجوهرات كغيرك من الفتيات؟".
ولم تتوقف عند تأسيس المشروع، بل تواصل العمل من أجل حث عدد أكبر من الشباب على اتخاذ خطوات مشابه في سنجار وبقية المناطق التي واجهتها الصراعات وتعرضت للحروب والنزوح والدمار.
وتبيّن أن محاولاتهما مستمرة لتوسيع المشروع أو افتتاح مشاريع أخرى لتكون مصدر دخل للناجيات الأيزيديات وبقية النساء في سنجار.
وتمنع الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية غالبية الأيزيديين من العودة لمناطقهم، وما زالوا يعيشون داخل مدن إقليم كردستان شمال العراق، أو في مخيمات تابعة له، عددها 16 مخيماً.
وحسب إحصاءات مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين، تم تهجير أكثر من 100 ألف أيزيدي خارج العراق منذ عام 2014.