المحايد/ ملفات
لم تمنع العوائق الاجتماعية ساندي روميل، وهي مختصة في مجال علم النفس بكردستان العراق، من ممارسة اختصاصها والتمسك به وتطويره لتقديم المساعدة والإسناد النفسي للنساء والرجال النازحين، مع إحدى المنظمات الدولية.
تعمل روميل على التوعية بضرورة العلاج النفسي إلى جانب عملها الرسمي في المنظمة، حيث تنشر الثقافة النفسية بين أصدقائها ومحيطها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتواصل من خلال عملها التعريف ببعض الأمراض والاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا، وكيفية تلقي العلاج، والتأكيد دائما على أن مراجعة المختصين النفسيين والأطباء لتلقي العلاج، ليست عيباً.
تقول روميل وهي من قضاء سوران التابع لمحافظة أربيل: "لم أكن أرغب بدراسة علم النفس في البداية، لأنني كنت أفضل الصحافة، لكنني آمنت أن قبولي بهذا القسم في الجامعة، لسبب، لذا تحديت نفسي لدراسته، وأحببته بالفعل وكنت من الطلبة المتفوقين".
وحسب موقع "ويب طب"، فإن اضطراب ما بعد الصدمة (اضطراب الكرب التالي للرضح)، هو اضطراب القلق المرهق الذي يحدث بعد التعرض لحدث صادم أو مشاهدته.
وتمكنت من اكتساب الخبرة في ممارسة اختصاصها عبر العمل التطوعي مع منظمات إنسانية، وتلقي دورات تدريبية تتعلق بعلم النفس والدعم النفسي والاجتماعي، لذلك كانت جاهزة للمباشرة بالعمل بعد التخرج.
وبالفعل، بدأت روميل بالعمل بعد شهرين من تخرجها عام 2017، في مخيمات النازحين المكتظة بنازحي الموصل والمناطق المحررة من تنظيم داعش حديثا آنذاك، وكان أغلبهم يعانون من مشاكل نفسية، نتيجة ما شهدوه من أحداث عنف.
توضح روميل، "غيرت دراستي لعلم النفس حياتي نحو الأفضل بشكل كبير، وزادت من ثقتي بنفسي، وبدأت أشعر بقيمة لوجودي، خاصة أنني أرى تأثير هذا العلم المباشر على حياة الناس، وأساعدهم باختصاصي من خلال الاستماع لمشاكلهم، وأصبح جزءاً من الحل، كما أخفف من آلامهم، وهذا يجعلني أعيش بفرحة غامرة".
وتعتبر الدعم الذي تتلقاه من عائلتها، خصوصاً والدتها، أكبر سند لها خلال الدراسة في الجامعة وبعدها في العمل.
وتشير روميل إلى أن هذا الدعم أسهم في تمسكها بدراستها ومواجهة كافة الصعوبات، في مقدمتها الأقاويل المجتمعية التي تسخر من علم النفس ودراسته.
ومن التحديات التي واجهتها أيضاً، أنها امرأة. تقول روميل "مع الأسف، لا يتقبل المجتمع أخذ الدعم النفسي والاجتماعي من امرأة، خاصة الرجال، كما تعرضت للتهديد حين عملت مع نساء معنفات وساعدتهن نفسياً، ثم تمت إحالتهن للقسم القانوني لنيل حقوقهن، ما سبب لي مشاكل مع أزواجهن".
في نهاية حديثها، تأمل روميل بزيادة التوعية حول الاضطرابات النفسية والدعم النفسي والاجتماعي من قبل المنظمات الإنسانية، وإضافة ذلك إلى المناهج الدراسية من قبل وزارة التربية، وكذلك في الدراسات العليا، كي تصبح مراجعة الطبيب أو الاستشاري النفسي أمراً طبيعياً.