المحايد/ بيئة
مع نقص الأمطار هذا العام، يعاني العراق من انخفاض شديد في إمدادات المياه.
ويقول مسؤولون يحاولون إنعاش أنهار مثل سيروان إن ضعف التدفقات من بلديّ المنبع إيران وتركيا يفاقم مشكلات محلية مثل التسريبات وقِدم خطوط الأنابيب والسحب غير القانوني من التدفقات.
وتبني إيران وتركيا سدودا كبيرة لحل مشكلات نقص المياه لديهما كما أن التعاون الإقليمي بشأن هذا الأمر متفاوت.
وانحسرت مياه نهر سيروان، الذي كان هادرا ذات يوم، متحولا إلى مجرى صغير هادئ وراء الحدود مع إيران.
وقال المسؤولون العراقيون إن سد داريان عبر الحدود في إيران يحوّل مسار أجزاء من نهر سيروان إلى داخل الأراضي الإيرانية مرة أخرى عن طريق نفق طوله 48 كيلومترا بينما قالت إيران إن السد ما زال في طور الإنشاء.
ويشعر سكان قرى عراقية بتأثير نقص تدفقات المياه من إيران منذ عامين ويشكون من أن هذا النقص كان له أثر قاس على المجتمعات المقيمة عند المصب خاصة في سنوات الجفاف التي يتزايد تواترها.
وينبع نهر سيروان من إيران ويمر على امتداد حدودها مع العراق قبل أن يتدفق داخل منطقة كردستان العراقية المتمتعة بحكم شبه ذاتي ثم ينحرف جنوبا ليلتقي بنهر دجلة.
جفاف
وعندما اجتاحت موجة حارة المنطقة التي تعاني الجفاف في يوليو تموز، قال العراق إن الوضع في محافظة ديالى حيث مصب النهر سيزداد سوءا إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع إيران، التي ينبع منها كذلك نحو 18 بالمئة من مياه نهر دجلة، حول سبل اقتسام "الضرر" من نقص تدفقات المياه.
وفي محاولة للتكيف، قلصت بغداد مساحات الزراعة الصيفية في ديالى في مناطق الري والمناطق المعتمدة على الأمطار على حد سواء إلى 30 بالمئة من مساحتها العام الماضي وحفرت الآبار لدعم المزارعين المتضررين.
وتتشكل أزمة المياه في العراق منذ نحو 20 عاما. فقد جعلت البنية الأساسية المتقادمة والسياسات قصيرة الأجل بغداد عرضة لتداعيات التغير المناخي ونقص التدفقات من إيران وتركيا، مصدر نحو 70 بالمئة من مياه نهري دجلة والفرات.
وقالت وزارة الموارد المائية إنه اعتبارا من يونيو حزيران انخفضت التدفقات من إيران وتركيا إلى النصف.
ويقول مسؤولون عراقيون إن المفاوضات مع تركيا بشأن كم المياه الذي ستسمح بوصوله للعراق صعبة، لكنها على الأقل جارية.
في المقابل، لا يُجري العراق أي محادثات بشأن المياه مع إيران التي تعاقدت في الثلاثين عاما الماضية على بناء 600 سد على الأقل في البلاد.