المحايد- بغداد
في شوارع بغداد، ومع قرب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في العاشر من تشرين الأول المقبل، انتشرت بصورة كبيرة الحملات الدعائية للمرشحين.
وبينما تنتشر لجان التحالفات والأحزاب لرفع صور مرشحيها فوق العمارات السكنية والتجارية وعلى الأرصفة وفي كل مكان يصلح لإبراز دعايات المرشحين، يوجه بغداديون نقداً لاذعاً للمرشحين ومن يقف خلف حملاتهم الانتخابية نظراً لما وصوفه بـ"بث الكراهية والرثاثة والعشوائية وقلة الوعي"، بتعريف الناخبين ببرامجهم الانتخابية.
يقول قادر جليل وهو مختار محلة في منطقة الشواكة ببغداد، "في هذه الانتخابات لم تلفت نظري دعاية أي من المرشحين من كافة القوميات والطوائف، بل على العكس زادت نقمتي على الطبقة السياسية بسبب ما أراه يومياً في شوارع العاصمة".
ويضيف "هناك من يتبنى شعارات عنصرية للترويج عن نفسه، وهناك من يستخدم مصطلحات واساليب رثة تسيء للذوق العام، وتزيد من حدة الانتقادات التي توجه للسياسيين بشكل عام".
وتابع "أحد المرشحين يرفق دعاياته الانتخابية الموجهة للدوائر الانتخابية بمناطق الكرخ عبارة (الكرخ للكرخيين)، وأنا كمواطن بغدادي أجد أن من السذاجة استخدام عبارات تحمل في طياتها ترويج للعنصرية والطبقية، لذلك على ذلك المرشح مراجعة نفسه".
أما الناشط السياسي ماجد حميد (46عاماً)، فيصف الدعاية الانتخابية لانتخابات أكتوبر المقبل، بأنها "الأسوأ منذ الدورة الانتخابية الأولى"، موضحا "أريدَ لها أن تكون مغايرة عن السابقات لكنها جاءت بشكل يكشف مدى هبوط الوعي السياسي والاجتماعي لدى المرشحين، وخصوصاً أولئك الذين شاركوا في أكثر من عملية انتخابات نيابية سابقة".
ويؤكد حميد أنه تحاور مع مرشحي كتل وكيانات وأحزاب سياسية بشأن طريقتهم في عرض برامجهم الانتخابية وشعاراتهم، ووجد أن "اغلبهم يحاولون كسب الشارع بطريقة خاطئة جداً، عن طريق حملات دعائية تحمل في طياتها تشجيع على الكراهية ونبذ الآخر"، على حد قوله.
ويتابع، "كتب أحد المرشحين قرب صورته عبارة (جيل الطيبين)، وهو يحاول استمالة فئات عمرية معنية عن طريق تذكريهم بما كانوا عليه سابقاً، وهذه الدعاية لا تعبر إلا عن كون المرشح لا يملك سعة أفق ويحاول بشتى الطرق التقرب من المواطنين".
"في مناطق بغداد أيضا تنشر عبارة (إحنة الأصل)، مع كل صورة لمرشح من كيان سياسي معروف، وهذه العبارة تبعث رسائل خاطئة وسلبية تعيد للعراقيين ذاكرة حملات التهجير التي تعرض لها فئات واسعة من المواطنين العراقيين خلال الحقب المختلفة بحجة أنهم (ليسوا متأصلين)، في البلاد، كما حدث مع الكرد الفيليين أبان النظام السابق"، والحديث للناشط حميد.
ضوابط المفوضية
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، قد حددت في وقت سابق، ضوابط الحملة الانتخابية للمرشحين.
وذكرت المفوضية في بيان الضوابط، حيث تضمنت "عدم لصق أي إعلان انتخابي على الجدران في عموم العاصمة بغداد باستخدام الصمغ أو الغراء، وعدم تثبيت لوحات الدعاية الانتخابية للمرشحين والأحزاب السياسية على قطع الدلالة المرورية للطرق العامة".
كذلك "عدم تثبيت لوحات الدعاية الانتخابية في الحدائق العامة والجزرات الوسطية للشوارع والارصفة باستخدام مادة الاسمنت، وعدم استخدام جدران ومباني الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات والجوامع والحسينيات والاماكن المقدسة والجسور والاماكن التراثية والاثرية والنصب والتماثيل لنشر إعلانات الأحزاب والمرشحين ضمن الحملة الانتخابية".
ولفتت إلى ضرورة أن "تكون وسائل الدعاية الانتخابية من المواد التي يسهل إزالتها بعد انتهاء العملية الانتخابية"، ملوحة بأن "يتم فرض الغرامات المالية بحق المرشحين والأحزاب السياسية والتحالفات المخالفة وفقا لأحكام القرارات والقوانين البلدية النافذة".