سنوات مضت، وما زال مواطنو الأنبار، وتحديداً الفلوجة يتذكرون جيداً ما فعله عيسى الساير، حين كان قائم مقام الفلوجة، في فترة شهدت دخول الإرهابيين إلى المدينة، والسيارات المفخخة التي قتلت أبناء الفلوجة، وتركت جثثهم في الشارع.
الساير، الذي كان أحد قيادات الحزب الإسلامي، تقول مصادر مقرّبة من الحزب عنه، إنه "قتل الكثير من العراقيين، والضبّاط في الجيش العراقي الذي كان يسميه (جيش الكفار)"، مشيرةً إلى أن "الساير لم تقتصر جرائم قتله ومَن معه على ضباط الجيش العراقي السابق، بل وصل قتله إلى الكثير من علماء الدين المختلفين معه".
تؤكد المصادر، أن "الساير ينتمي لكتائب حماس العراق، وبمعيتهم نفذ جرائم القتل، وسبب المعاناة لكثير من أبناء الأنبار، ومدينة الفلوجة تحديداً"، ومع تحرك الساير إلى جانب مَن معه في الحزب الإسلامي حالياً، لإعادة الخراب إلى الأنبار، تذكّر الأنباريون جراحات الماضي، التي تسبب بها أفراد الحزب الإسلامي، وعناصر كتائب "حماس العراق".
مواطنون، لم يكشفوا عن هوياتهم قالوا، إن "تحرك الساير ومَن معه لإعادة الإرهابيين إلى الأنبار، يجب أن يواجه برفض شعبي، فالأهالي لم ينعموا بالاستقرار، إلا في السنوات القليلة الماضية، حين ولّى عن المحافظة مَن كان سبباً في معاناتها".
وفي العودة إلى الوراء قليلاً، يجد المواطن الأنباري حائراً، أن "الجرائم التي ارتكبتها حماس العراق، بتوجيه عيسى الساير، بقيَت طي الكتمان، على الرغم من قتل مئات الضباط، بأوسع عمليات للتصفية".
فيما تكشف محاضر التحقيق السابقة الموجودة في دور القضاء، ومراكز الشرطة، أن "حماس العراق تورطت في العديد من الجرائم التي استهدفت العراقيين، وقتلتهم قبل سنوات".
وتفيد مصادر أمنية رفيعة، بأن "مخططاً كبيراً ينفذه الحزب الإسلامي في محاولة لتفجير الأوضاع الأمنية بالمناطق الغربية، للانقضاض على مقدراتها والتحكم بمواردها التي فقدها بعد تسببه بالدمار والخراب الذي لحق للمدينة خلال السنوات الماضية".
وتضيف المصادر، أن "أجهزة الاستخبارات الأردنية والعراقية رصدت اتصالات بين شخصيات قيادية في الحزب الإسلامي ومنظمات سلفية، سبق لها أن شاركت في دعم تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين للسيطرة على الأنبار مجدداً".