شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حملة سخرية لاحقت رافع العيساوي بعد مشاركته في حفل بذكرى انتصار الثورة الإيرانية وسط سفارة طهران ببغداد.
وكتب مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات لمشاركة العيساوي بالمحفل الإيراني وسط العاصمة العراقية بغداد، بعد أن كان متهماً بالإرهاب والفساد إبان حكومة نوري المالكي.
وأظهرت صور نقلتها وسائل إعلام مقربة من إيران، تواجد المدعو رافع العيساوي في الصف الأول إلى جنب قيادات الإطار التنسيقي وزعامات الكتل السياسية الشيعية، الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من المدونين.
ومن خلال ما رصده المدونون في تلك الصور، يبدو أن العيساوي قد قدم "تنازلات" مشبوهة إلى قادة الإطار التنسيقي بهدف إعادته إلى المشهد السياسي، الأمر الذي دفعه أن يرتمي بـ"الحضن الإيراني".
ويقول أحد المدونين على "تويتر"، معلقاً على صورة العيساوي وهو يتصدر الصفوف الأولى في الحفل الإيراني: إن " السفارة مال الجارة شغلها ترجع الا،ر،هـابية وتسقط عنهم التهم"، مضيفاً: "لا تأمن شخصاً تربى في أحضان الإخوان المسلمين ولو تعلّق بأستار الكعبة!".
آخر تهكم على تواجد العيساوي بالحفل الإيراني قائلاً: "الاخواني رافع العيساوي من حضن الإخوان إلى حضن إيران في مقر سفارة نظام طهران ببغداد، بعد أن أعلن الولاء والطاعة وأغلقت كل ملفاته القضائية بأمر من قاآني ليدخل الساحة السنية!".
ويرى مراقبون، أن حضور العيساوي في المحفل الإيراني، ما هو إلا صك براءة قدمه الإطار ومسؤولي الملف العراق في إيران، ليعيده إلى المشهد السياسي بعد أن كان من أبرز المتهمين بالإرهاب والفساد.
ويضيف المراقبون، أن "ارتماء العيساوي بالحضن الإيراني عبر زعماء الإطار، يأتي بدافع خلق إرباك داخل المكون السياسي السني، بعد أن عاد الأخير إلى مكانته التي فقدها على خلفية تسليم المحافظات الغربية إلى الإرهاب بواسطة العيساوي وحلفائه".
ووصف أحد المدونين رافع العيساوي بـ "ذيل السنة" قائلاً في تغريدة: "ذيول السنة يتقدمون الصفوف في الخسة والعمالة، هذا الحرامي في الصف الاول في حفل السفارة الايرانية بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران".
مصادر سياسية مقربة من الإطار التنسيقي تحدثت لموقع "المحايد" عن أسباب تواجد العيساوي بالحفل الإيراني قائلة إن "السفارة الإيرانية قدمت دعوة إلى رافع العيساوي، لحضور مناسبة ذكرى انتصار الثورة الإيرانية، في محاولة تمثل اختباراً له في مدى جديته بالتقرب من الإطار".
وأضافت، أن "هذا الاختبار جاء لتقديم صك البراءة للعيساوي من التهم التي وجهها المالكي آنذاك فيما يتعلق بالإرهاب والفساد".
ولاقى حضور العيساوي في الحفل الذي أقيم داخل السفارة الإيرانية وسط بغداد، موجة من الغضب والسخرية والنقد، فضلاً عن التساؤلات التي تمثلت بكيفية وصوله إلى الحضن الإيراني من دون تنازلات؟
وتواجه قوى الإطار المقربة من إيران على الدوام، اتهامات بالوقوف خلف تسهيل عودة المطلوبين الذين تم إعداد ملفات ملاحقتهم في حقبة نوري المالكي، بعد أن سعى مقربوه خلال فترات سابقة في وساطات لإعادتهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها حلفاء إيران اتهامات باستخدام نفوذهم في الدولة، لصالح مساومة سياسيين على "إغلاق ملفاتهم" مقابل مواقف مساندة.
وقد سبق أنّ اتهم علي حاتم السليمان نفسُه، المالكي بتحريك ملفات قانونية ضد خصومه ثم إلغائها كما في قضية السياسي أحمد أبو ريشة.
وأثارت عودة السياسي علي حاتم إلى بغداد، وقبله رافع العيساوي، جدلاً كبيرًا بشأن إمكانية عودة شخصيات أخرى مثل طارق الهاشمي، وعن علاقة قوى الإطار التنسيقي المقربة من إيران.