قبيل بدء الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل، شهد ما يسمى بـ "تحالف الأنبار الموحد"، انهياراً تمثل بانسحاب عدد من أعضائه، قبل أن يتهموا قادة التحالف بـ "الفساد".
ولم تجتاح عاصفة الانسحابات، التحالف، إلا بعد ما شهد استقرارا واضحا لأهدافه، والتي تمثلت أبرزها بركل مطالب أهل الأنبار والمناطق السنية، بعد الانخراط إلى جانب صفوف القوى المقرَّبة من إيران، حسب ما يرى مراقبون.
ويتهم ناشطون، قادة التحالف بأنهم "قادة المنصات" الذين كان لهم دور في دخول عصابات داعش إلى الأنبار والمناطق السنية، بعد تأمين الطريق إليهم.
ويقول عامر جبار، أحد الناشطين في المناطق السنية، لـ "المحايد"، إن "تحالف الأنبار الموحد يهدف إلى تفكيك المناطق السنية ووحدتها، وما تحقق سيتعرض إلى الدمار إذا ما وصلوا إلى المناصب التنفيذية".
ويضيف جبار: "قادة التحالف هم نفسهم من قادوا المنصات، وأنفسهم الذين تولوا مناصب حكومية في السابق وفشلوا في مهماتهم، وكل هذا سيمنع من صعودهم مجددا".
وآخر مَن انسحب من التحالف، هو المرشح البارز الشيخ مزهر فارس المحلاوي، الذي ترك صفوف تحالف "الأنبار الموحد"، وأعلن انضمامه إلى صفوف حزب تقدم، بعدما اتضحت أهداف التحالف أمامه، فقرر تركهم.
المرشحان جاسم الراوي وشيماء محفوظ رعد، انضما أيضاً إلى قافلة المنسحبين، وأعلنا انسحابهما من تحالفي السيادة والأنبار الموحد والالتحاق بحزب تقدم برئاسة الحلبوسي.
حيث قدم المرشح لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة جاسم الراوي استقالته من تحالف السيادة بزعامة عادل المحلاوي والتحق بصفوف تقدم.
من جانبها، أعلنت المرشحة شيماء محفوظ رعد، الانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والالتحاق بتقدم، إذ أشارت في تدوينه لها، إلى انضمامها إلى تقدم جاء لاستكمال مسيرة البناء والإعمار.
وذكرت في تدوينها: "إنه لمقتضيات المصلحة العامة ونزولاً لرغبة اهلي وجمهوري في قضاء هيت وناحية كبيسة وقضاء الرطبة، الذين اشاروا الي بالانسحاب من تحالف الانبار الموحد والانضمام الى المشروع الوطني العراقي ضمن صفوف حزب تقدم تحت راية وقيادة مهندس البناء والاعمار الرئيس محمد الحلبوسي، لاستكمال مسيرة البناء والاعمار والاستقرار، ومن الله العون والتوفيق.
وقبل ذلك، كان المحامي المعروف، أنور إبراهيم العلواني، قد أعلن الانضمام أيضاً إلى تحالف تقدم، تقديماً للمصلحة العامة على الخاصة وفق تعبيره.
العلواني، أشار في بيان الانسحاب، قائلاً: نزولاً عند رغبة ابناء العشيرة والمدينة والمساندين وحفاظاً على المكتسبات السابقة والقادمة ومنها العمل على اقرار قانون العفو وانصاف المغيبين وذويهم والاستقرار الامني الذي تشهده محافظتنا العزيزة ولتوحيد كلمة العشيرة وأسباب اخرى مهمة سنعلن عنها في وقت لاحق اعلن انسحابي من تحالف الأنبار الموحد وتقديم المصلحة العامة على الخاصة".
واضاف: "كما أعلن دعمي ومساندتي لتحالف تقدم في كافة كافة مدن الأنبار وادعوا العشائر الكريمة شيوخا وشبابا للوقوف معهم واختيار الأصلح من بينهم".
هذه الانسحابات، دفعت قيادات "تحالف الأنبار الموحد"، إلى تشكيل تحالف جديد تحت مسمى آخر وهو "تحالف الحسم"، الذي جاء تشكيله لخوض الانتخابات المحلية.
وضمَّ التحالف الوجوه السياسية التي قادات المحافظات الغربية خلال السنوات التي سبقت سقوطها بيد الإرهاب، مما أثار غضباً عارماًلدى العراقيين.
وتعرض التحالف إلى انتقادات واسعة، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كونه لم يخرج عن نطاق الطائفية والمناطقية، إلى جانب التذكير باتهام بعض أعضائه بقضايا فساد مالي وإداري، فيما كان قد اعتُقل بعضهم.
واختير وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي رئيساً للتحالف بحضور بقية أطرافه، وهم جمال الكربولي، وأسامة النجيفي، والمتهم بالفساد والارهاب رافع العيساوي، وقتيبة الجبوري، والمدان سلمان الجميلي.
وبحسب مصادر سياسية، فإن التحالف الجديد ضمَّ غالبية الشخصيات السنّية القديمة سياسياً في العراق، كما أن هدف التحالف الأساسي هو منافسة حزبي تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، والسيادة بزعامة خميس الخنجر، اللذين باتا الأكثر انتشاراً في معظم المدن العراقية ذات الغالبية العربية السنّية، وتحديداً في محافظة الأنبار.
ويمتلك غالبية أعضاء هذا التحالف علاقات وطيدة بالقوى المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي"، وكذلك بعض الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، وهو ما دفع بعض المراقبين إلى اعتبار أن هذا التحالف يحظى بتأييد تلك القوى.
ناشطون قالوا إن "معظم هذه الشخصيات لم تقدّم شيئاً في السنوات الماضية، بل كانت سبباً رئيسياً في ما آلت إليه الأوضاع بعد عام 2014 واجتياح تنظيم داعش".
وأضافوا أن "هناك شخصيات استعملت الخطاب الطائفي سياسياً لشحن الشارع والآن عادت، وهذا أمر غير جيد".