المحايد/ متابعة
يدور الحديث في الأوساط السياسية بعد الهجوم الذي تعرض له مطار بغداد ليل الأربعاء الماضي، عن وجود انشقاقات كبيرة بين قيادات الحشد الشعبي وتصاعد الصراع بينهم حول إدارة الأزمة التي خلفها اعتقال قائد عمليات غربي الانبار في الحشد قاسم مصلح.
وفي ساعة متأخرة من ليل الأربعاء الماضي، قالت خلية الإعلام الأمني في بيان: "بعد أن استهدفت جماعة خارجة عن القانون قاعدة بلد الجوية بثلاثة صواريخ، دون حدوث خسائر بشرية أو مادية، عاودت مرة أخرى في ساعة متأخرة، واستهدفت مطار بغداد الدولي، بثلاث طائرات مسيرة".
الهجوم على مطار بغداد الدولي، أتى بعد نحو 60 دقيقة من قصف صاروخي استهدف قاعدة بلد الجوية شمال بغداد التي تضمّ متعاقدين أميركيين وقوات عسكرية عراقية.
وبحسب مصدر أمني من داخل مطار بغداد، فإن "الهجوم بثلاث طائرات مسيرة يعد الأول من نوعه رغم كل الهجمات التي طالت المطار على مدى السنوات السابقة وهذا يشير إلى بدء مرحلة جديدة من المواجهة مع الفصائل المسلحة التي تتلقى أوامرها من قيادات سياسية داخلية وخارجية".
ويؤكد إلى أن "القوات الأمنية اعتبرت ما يحدث تصعيداً خطيراً واستهدافاً مباشراً للسيادة العراقية، ومؤسسات الدولة".
مصدر سياسي رفيع، أخبر "المحايد"، أن "الأوساط السياسية تتحدث عن وجود صراع كبير داخل قيادات الحشد الشعبي، على اثر التسوية التي توصل اليها الحرس الثوري الايراني مع الجانب الحكومي في العراق، بعد الازمة التي فجرها اعتقال القيادي الكبير في الحشد الشعبي قاسم مصلح".
ويبين المصدر، أن "هناك رأي من قيادات كبرى بالحشد الشعبي، تقول أنه لا يمكن لقائد فليق القدس اسماعيل قاآني أن يتحكم بمصير الحشد الشعبي وتوجهاته، وعليه ان يأخذ بنظر الاعتبار ان الحشد الشعبي ليس تابعاً كلياً لإيران"، مضيفا أن "تلك القيادات رأت أن التسوية التي كشفت عنها وسائل اعلام دولية غير ملزمة بها، لذا هي تفضل استمرار المواجهة مع الحكومة".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصادر قولها إن "الحكومة العراقية والفصائل المسلحة توصلت إلى لتسوية في قضية أزمة اعتقال قاسم مصلح، تقضي بإطلاق سراحه مقابل وقف التصعيد".
وأشارت إلى أن التسوية "جاءت بين الطرفين بطلب إيراني عاجل للتهدئة".
وبينت أن "التسوية تفرض على (الحشد) التوقف تماماً عن اقتحام القصور والمنشآت الحكومية، فيما يتراجع الكاظمي عن استهداف القيادات الشيعية الكبيرة".
المصدر السياسي ذاته، قال لـ(المحايد)، أن "هجوم الطائرات المسيرة على مطار بغداد جاء كإعلان نسف للهدنة بين الحكومة والفصائل المسلحة من قبل قيادات بارزة فس الحشد الشعبي انشقت عن ما اجمع عليه الكثير من قادة الكتل السياسية الشيعية حول التسليم بالتسوية التي توصل اليها الحرس الثوري في ايران مع الجانب الحكومي العراقي".
وتابع "لذا فإنهم ردوا بعنف من خلال الهجوم بثلاث طائرات مسيرة على مطار بغداد، لإعلان رفضهم وعدم تأييدهم لما اعتبروه تحكماً بمصير الحشد الشعبي وتاريخة دون أن يكون لهم رأي بالحوارات التي جرت بين الجانب الحكومي العراقي وقيادات الحرس الثوري الايراني".