المحايد/ ملفات
شهدت العاصمة بغداد في الفترة الأخيرة، هجومات متعددة بواسطة الطائرات المسيّرة، التي تطلقها فصائل مسلحة تستهدف فيها أماكن تتواجد بها قوات التحالف الدولي، وآخرها ما حدث من قصف جوي في مطار بغداد الدولي بواسطة الطائرات المسيّرة، التي قالت عنها خلية الإعلام الأمني، إنها "أسقطت واحدة من ثلاث طائرات قصفت المطار".
وفي الوقت الذي تشهد به بغداد تلك الهجمات، تنطلق مفاوضات في فيينا بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الإيرانية حول الاتفاق النووي، الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي، أن الجولة السادسة من المفاوضات ستتواصل بشكل مكثف بغيّة حل القضايا الخلافية، في الوقت الذي أعلنت طهران أنها لا تتوقع التوصل إلى اتفاق خلال هذه الجولة.
وعن طبيعة الاتفاق، قال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، إنه "لا يتوقع التوصل إلى اتفاق خلال هذه الجولة"، معتبرا أن "هناك حاجة إلى الكثير من المناقشات والمشاورات السياسية والفنية والقانونية في المحادثات"، مشدداً على أن "بلاده عازمة على مواصلة المحادثات مهما تطلبت من وقت".
وقال عراقجي، إن "على الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي أن تطمئن إيران بأن ما حدث في الماضي (مثل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق) لن يتكرر في المستقبل".
وقد قرر مساعدو وزراء خارجية الدول المعنية بالاتفاق النووي الإيراني البقاءَ في فيينا؛ استعدادا لأي اجتماع جديد، قد يُعقد في وقت قريب، ويتوصل به الأطراف إلى اتفاق حيال النووي الإيراني.
ومع هذه المفاوضات، خرج الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، يوم الاثنين الماضي قائلاً، إن "فصائل المقاومة لن تتوقف مطلقا عن الخيار العسكري إلا بالخروج الفعلي للقوات الأميركية".
الخزعلي قال في كلمة له، إن "الجميع أعدَّ نفسه لكافة التحديات والاحتمالات ولا يتصوروا اننا نخاف من التهديد"، معتبراً أن "قرار التصعيد بدأ تطبيقه بالفعل وعلى الأميركيين أن يتأكدوا إن الجهوزية للرد على الرد حاضرة".
وكان مطار بغداد الدولي قد شهد قصفاً بطائرات مسيرة، قبل إعلان الخزعلي بدء التصعيد، لتعلن بعد التصريح، خلية الإعلام الأمني يوم الثلاثاء الماضي، إسقاط طائرتين مسيرتين في منطقتي الزعفرانية والكرطان ببغداد.
ويقول مصدر أمني لـ "المحايد"، إن "الطائرات المسيرة التي كانت تحمل ذخيرة ثقيلة حلّقت فوق مناطق الزعفرانية (جنوب بغداد) وأحياء قريبة منها، يُعتقد أنها أُطلقت من منصات خاصة في مناطق نفوذ الفصائل جنوب بغداد، وتشير تقديرات أمنية إلى أن منطقة جرف الصخر، واحدة من مراكز الإطلاق".
وأشار محللون سياسيون إلى أن "التصعيد المفاجئ مرتبط بشكل مباشر بأجواء المفاوضات (غير المباشرة) بين واشنطن وطهران على البرنامج النووي في فيينا".
ولفتت بعض المصادر إلى أن "قادة الفصائل المسلحة قرروا التصعيد بشكل مفاجئ بعد توجيهات من طهران باستخدام الساحة العراقية للضغط على مفاوضات النووي في فيينا، رغم الهدنة التي فرضتها إيران في وقت سابق مع المصالح الأميركية".
ورغم إعلان الفصائل بدء التصعيد، إلا أن قيادات شيعية كانت تشجع الأطراف المتنازعة في الحكومة والفصائل على التهدئة، لكنها لم تتمكن من فرض إرادتها السياسية لوقف التصعيد الأخير، ومنهم، هادي العامري زعيم تحالف الفتح، وفالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، حسب ما أبلغت مصادر مقربة "المحايد".
وأشارت المصادر إلى أن مَن ذُكروا آنفاً، "يواجهون صعوبات جدية في تخفيف توجهات التصعيد القادمة من طهران"، مضيفةً أن "التصعيد الأخير وجد حماسة منقطعة النظير من قبل عدد من الفصائل المتشددة التي تريد أن تستغله لتصفية حسابات مع حكومة مصطفى الكاظمي".
وكانت كتائب حزب الله، قد هددت الحكومة العراقية بوضع من وصفتهم بـ"المعتدين" خلف القضبان، في حال حدوث اعتقال مماثل لعنصر الحشد، قاسم مصلح، فيما تضمنت تصريحات المتحدث باسمها إشارات للتمرد على تسوية قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني.